الزعيم في اللغة العربية هو الكفيل ، والزعامة الرئاسة والشرف . فالزعيم هو القائد الذي لا يكذب أهله يرعاهم ويحميهم ويدفع الأذى والضرر عنهم فهو الرائد ، والرائد لا يكذب أهله . الزعيم هو الذي سار الناس معه والتفوا حوله يثقون به وينافحون عنه ، يبادلونه الحب بحب والثقة بثقة والنصرة بالنصرة.
قلت هذه المقدمة وأنا أشعر بالغثيان تجاه بعض من يسمون أنفسهم قادة بينما دم شعوبهم لا قيمة له يقتلهم بيد الزبانية و المرتزقة و العملاء والمستعمر المختفي تحت عنوان الصداقة !!! . لقد دُمرت مدن عربية وغاب الأمن وضاع الاقتصاد والزعيم الملهم مصدق أنه زعيم.
الزعامة كما نفهمها حسب أصلها هي رعاية وحماية وحرص على الناس وهي التي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع . الزعامة الصديقية عنوانها " إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم " والزعامة العمرية تنطق بملء الفم ( يا ليت أم عمر لم تلد عمر ) زعامة عثمان أن يقدم لهم ماله الخاص ، وزعامة علي أن يطفئ الفتنة وأهلها وزعامة الحسن التنحي الطوعي حتى لا يقع المحظور.
ذهب هؤلاء وجاء آخرون يحرصون عليها كما قال النبي ص ( إنكم ستحرصون على الإمارة، فنعمة المرضعة ، وبئست الفاطمة ) أي سيأتي من يستغل المنصب لينهب ولكنه البائس حين يغادرها.
هل للزعيم لحظة وقوف مع النفس برقابة الله ؟ هل ثمة جواب ؟ إن أحكم الحاكمين لا تخفى عليه خافية ، وسيسأل عن قول الزعيم ( إنني خادمكم وأنا فداء لكم ) سيسأل عن الدماء وهي أول ما يقضى فيه بين العباد . سيسأل عن المال " من أين والى أين ؟ " سيسأل وسيسأل فهل تم إعداد الجواب ؟ .
إن الضحك على الناس واستخدام المطبلين وهتافي الحناجر " بالروح بالدم نفديك " لا تنفع عند الله ما لم يكن الصدق عنوان الزعيم ، وإننا أنة لديها من التراث ما يحول دون التكبر والعجرفة والسرقة والقتل ، ثقافتنا تتحدث عن القدوة ، والزعيم هو القدوة التي يراقبها الناس . نرى زعامة عند بعض الشعوب لا يسرقون ولا يقتلون شعوبهم واذا غادروا المنصب لانتهاء المدة عادوا مواطنين ليس في رقابهم دماء ولا في جيوبهم مال حرام ولا يستطيع الكذب في القول فإن ثبت عليه شيء سلبي أقاموا عليه الدنيا وحاسبوه على كل شيء .
للأسف أن نستشهد بما عند غيرنا وحلمنا أن نستشهد بحاضرنا لا بماضينا ولا بما عند الآخرين .