الرزاز بين الصمودين السياسي والاقتصادي !
د. عدنان سعد الزعبي
22-01-2020 04:15 PM
لعلنا نتساءل عن الصمود السياسي والاقتصادي الذي يتحدث عنه الرزاز في دافوس , وكيف تحدث عن الرزاز الصمود السياسي للاردن جنبا الى جنب الملف الاقتصادي مع ادراكه أن الملف السياسي الاقليمي والدولي هو بيد الملك , وان معاني الصمود التي يعيها الملك غير تلك التي يخطب بها الرزاز اينما حل وارتحل. والملاحظ ان مستشاريه السياسيين لم يفرقوا بين ما هو بيد معلمهم وما هو بيد الملك.
نعم لقد صمد الاردن سياسيا لوضوح الرؤية لدى الملك في التعامل مع الملفات الشائكة والساخنة في المنطقة , فالموقف الاردني من الدول مبني بالاساس على الوضوح والعمل المشترك والمصالح المشتركة والاستقرار الامني للمنطقة بعيدا عن العنف والحروب والاقتتال الذي لا يخلف الا الدمار للدول والشعوب والموارد . ولهذا فالاردن دائم الدعوة الى الحوار ونبذ الصراع والعمل على احلال السلام بين الدول والشعوب . حيث يشكل الاردن النموذج المتوازن والمعتدل في نظرته للامور رغم معاناته منها ، فهو صاحب مبادىء لا يتخلف عنها رغم التحديات الكبيرة التي فرضت علية والضغوطات التي واجهته . حتى جاءت مصداقيته ثروة لا يستطيع تقدير قيمتها الا العارفين بحقيقة التغير الزماني للدول والزعامات .
الاردن الذي يثبت يوما بعد يوم ومنذ نشأته ثباته في مسيرته وخلاقياته السياسية حيث اعتبره صناع القرار العالمي نموذج الاعتدال في المنطقة وصورة الدولة التي تتطلع لدور كبير للشباب المسلح بالمعرفة والخبرة والتكنولوجيا الحديثة .
اما الجانب الاخر والمتعلق بالملف الاقتصادي الذي يتحدث عنه الرزاز , فيمكن قبول تصريحه بالصمود من باب الترويج والدعاية , ويمكن ان نقبله لطمأنة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والجهات التمويلية , على ان الحكومة واثقة من تعافي واقع الاردن الاقتصادي, وتحسن النمو وتوفر فرص الاستثمار عل وعسى عودة المستثمرين ’او تشجيعهم على الاستثمار في الاردن.
أن شعار الشباب الذي يتحدث عنه الرزاز في دافوس هو غير الشباب الذي يتحدث عنهم المجتمع العالمي المتطور , ان الشباب في عرفهم هم المسلحون بالمعرفة والخبرة بشكل متلازم , وهم الشباب الذين لا يقاسوا بعدد السنين بمقدار ما يقاسوا بالعطاء وتقارير النجاح والتفوق , وهم الشباب الذين يرفعون شعار الوطن وفضله وتطويره.شباب مفع بالامل والحماس ؟؟وليس الشباب الذين يهبطون بالمظلات ويأتون بفعل الواسطات التي يرضخ لها الرزاز وحكومته باعتباره رهن اشارة اصحاب السلطة والنفوذ.
ما فعل الرزاز بتصريحه بدافوس حول الصمود الاقتصادي ,هوالتصريح فعلا بصمود المواطن على ويلات الفقر وظلمات البطالة وتقصد الخبرات والروافع في ادارتنا الحكومية , فبدل ان نصلح الامور ؟ خربنا الكثير . فأي برامج وحزم تلك التي تتم دون دراسات ’ وأي قررات تلك التي تؤخذ على عجل دون التريث والتبصر , واي صمود هذا الذي يتلاعب بعض الوزراء بمصير ومستقبل الوطن ,
وما هي تلك البراعم التي تتبرعم من حولنا كل يوم لنجد ان للمسؤول والمتنفذ امتدادات جديدة لا يمكن القول عنها الاكفأ وليس الافضل بل ارضاءات وصفقات .
لا اريد الادعاء بل اريد التبصر , في مستقبل الوطن في ظل سياسة التبرعم وملء الدوائر والمؤسسات بمن هم على قارعة الطريق.
نوافق الرزاز على صمودنا السياسي ونختلف على الصمود الاقتصادي فهي اضحكومة جاء الوقت لننهي فصولها ونقف على البساط الحقيقي لنا.