عن استحداث الطب في جامعة آل البيت
صدام حسين الخوالدة
22-01-2020 11:29 AM
قبل أيام صدر قرار عن مجلس أمناء جامعة آل البيت يتضمن الموافقة على استحداث كلية طب في الجامعة، وهو كما نعرف قرار ليس نهائيا بل مناط بموافقات وإجراءات أخرى، غير أن المتابع لما بعد نشر القرار على وسائل الإعلام وحتى قبله يرى بعضا من المعارضين ذهبوا في نقدهم للقرار أكثر من ابداء الراي فيه فقط إلى إثارة الرأي العام ضد انشاء كلية طب في جامعة آل البيت مقدمين جزءا يسيرا من نقد بناء وجزءا أكبر من هجوم غير مبرر مثل وصف القرار بالكارثي والمجهول!!.
من حق جامعة كآل البيت أن تفكر بكل ما يحقق نهضة علمية وعملية وتنموية وذات مردود معنوي ومادي للنهوض بواقع الجامعة مدفوع بمبررات حقيقية، وهل من المعقول أن تصرف جامعة آل البيت التفكير بأي تخصص جديد لمجرد وجود هذا التخصص في جامعة قريبة منها ثم هل يتعارض تفكير الجامعة بتحسين الوضع المالي مع أي طرح متاح ضمن إدوارها التعليمية والتنموية والمجتمعية، وهل يفكر أي من الحريصين على مستقبل الطب في الأردن بالقيمة التنافسية التي تخلقها مزيد من جامعات حكومية تدرس تخصص الطب ثم ألا نعتقد أن تزايد أعداد الخريجين في الطب سيشكل حافزا تنافسيا وسيرفع من درجة هؤلاء الخريجين لاعلى المستويات والاهم من ذلك كله هل سيمتنع الأردنيون عن تدريس أبنائهم الطب والهندسة والقانون وغيرها لأننا نكتفي من هذه التخصصات وتحديدا في الطب الا يشكل عدد الطلبة الذين يذهبون لدراسة الطب خارج المملكة لاسيما دول أوروبا وآسيا الشرقيتين ومصر عدد كبير كل عام، اذن فإن كل من لم يحظ بفرصة دراسة الطب في الأردن سيذهب للخارج فتلك قناعة بتلك الدراسة للتخصص دون غيره.
والسؤال الذي يطرح لماذا لم نر حملات المعارضة تلك من الأقلام ذاتها وأصحابها ومن يدعمها على مجموعة من طلبات لدى مجلس التعليم العالي لانشاء كليات طب في عدد من جامعات خاصة، وقد تابعنا مؤخراً قرار مجلس الوزراء لإعطاء الضوء الأخضر لثلاث جامعات طبية خاصة ضمن شروط وقد استعمنا بالأمس الى تصريحات لوزير التعليم العالي وأبرز ما فيه أن نحو ٥٠٠ مليون دولار من الأردنيين تصرف خارجا ولذا فإن الدولة أولى بما يصرفه الطلبة الأردنيون على دراستهم في الخارج وأيضا فتح الباب أمام المزيد من الفرص أمام دول الجوار الذين يفضلون الأردن على كثير من الوجهات التعليمية الأخرى لاسيما في تخصص الطب.
على صعيد جامعة آل البيت ألا يشكل هذا القرار انعكاسا إيجابيا مستقبلا على نوعية الخدمات والقيمة للرعاية الصحية المتوقعة، ألا يعني هذا نهضة وتنمية حقيقية ليس للجامعة وحدها بل لمحافظة المفرق.
أخيرا فيما يتعلق بجودة المدخلات والمخرجات فان ذلك يكفله ما يحكم التعليم العالي لدينا من سياسيات ومعايير في مجلس للتعليم العالي وهيئة الاعتماد.
الرأي