في معرض دفاعها عن ادائها في المحافظات وزارة الثقافة ان هي اعتقدت ان النقد ينصرف الى الاشخاص وليس الى الاداء، او اعتقدت ان الانشطة الثقافية في المحافظات مجرد انشطة فائضة عن الحاجة، وتخطئ مرة ثالثة حين تجهل اسماء المؤسسات الاهلية الثقافية الفاعلة هناك حين تضع نصف اسم هذه المؤسسة على نصف اسم تلك لتخرج لنا باسم جديد ليس له وجود الا في ذهنها وكأن الكرك في المريخ والوزارة في هونولولو...ان جوهر موقفنا المساند للانشطة الثقافية في المحافظات ينبع من الايمان بان الاشخاص الذين يأخذون على عاتقهم محاربة الفكر الاحادي المولد للارهاب بالفكر التنويري واشاعة قيم التعددية والحونار يستحقون من الوزارة ليس المال فقط على اهميته بل يحتاجون ايضا الى اسناد معنوي لانهم في الخندق المتقدم من المعركة ضد الظلامية فما تتقاعس عن محاربته بالفكر الان قد تضطر الى مواجهته بالرصاص غدا وهذا الامر ينسجم مع فكر نظامنا السياسي القائم على التعددية والحوار واشاعة قيم العصرنة والتحديث.
المسألة يا وزارة الثقافة ليست مسألة بضعة مئات من الدنانير تنفق على هذه الفعالية او تتلك انها مسألة دور وفعل حضاري يقاوم الجهل والتجهيل ولو ان الوزارة تعاطت مع الانشطة الاخيرة التي قام بها ثلة من فرسان الابداع في الكرك بروح ايجابية لكان سجل هذا الامر في رصيدها لكن الخوف من النقد وقلة الاهتمام بما هو خارج العاصمة قد فعل فعله ليجعل من الوزارة – دون ان تدري – خصما لاولئك الذين يفترضون في انفسهم انهم الذراع القوية للوزارة.
نعلم ويعلم الجميع ان مؤسسات القطاع العام ضعيفة في المحافظات فكيف ننتظر دورا من القطاع الخاص غير الموجود اصلا لكي يدعم الحركة الثقافية، لهذا فالعتب كبير على الوزارة لانها هي وليس غيرها المؤهل لحمل هذه المهمة وانجازها لكنها للاسف تدير ظهرها للجميع.
الوزارة قصرت مع حلفائها او مع من يفترض ان يكونوا حلفائها خلال الملتقى الثقافي الذي جرى مؤخرا في الكرك والشجاع من يعترف بخطئه ويعود عنه والقصة ليست سجالا عقيما بل دعوة صادقة لاحتضان كل المؤسسات الاهلية التي تعنى بالثقافة في المحافظات فهؤلاء هم الاولى بالرعاية لانهم الاقدر على ايصال رسالة عمان الثقافية الى كل بيت في المحافظات والارياف والبوادي.
Samizbedi@yahoo.com