يقول أحدهم :"عندما يتكرر الخطأ، يصبح الاعتذار سخرية"
وإذا تكرر ما حدث في الآونة أكثر من ذلك، سوف يصبح الإصلاح السياسي مستحيلاً.
فما شاهَدناه مؤخراً من مناقشات الساَدة النواب لمشروعي الموازنة والوحدات الحكومية المستقلة لم تكن خطابات موازنة بل كانت أشبه بقُبلة اعتذار على جبين ميت، خطابات لاهبة لم تدخل في زحام أرقام الموازنة ولم تناقشه حتى، كان صراعاً ربما الأخير بين مجلس النواب والحكومة إن أجزنا تسميته بذلك. سمعنا وشاهَدنا البعض ممن ترفع لهم القبعات احتراماً والبعض نشاهد صيحاته وصوته يعلوا لأول مرة.
لاحظنا ارتفاع وتيرة أصوات لم نسمعها منذ حين، البعض تكلم على حياء والبعض سكت دهراً ونطق ما لا ينطق، والآخر نام طوال المدة وصحى صحوة مفاجأة، سمعنا جلداً للحكومة تارة ومطالبات لم نسمعها من قبل تارة أخرى، كلمات ليست كالكلمات، وكلمات أخرى بكل اللغات، سمعنا القصص والروايات واستهجنا ما جاء من واقع أو خيالات! أخطاء لغوية، عثرات و عبارات ركيكة، لم تلق بالاً باللغة، حروف بلا نقاط. وأخطاء وهفوات.
ولكن الكارثي بالأمر أن كل هذا كان بعيداً عن الأساس، كلام لا يمت للموازنة بصلة، هسترات سياسية و شعبويات لم تنل رضا من قيلت لأجلهم حتى.
وبعد كل هذا يتكرر السؤال ماذا علينا أن نفعل حتى لا يتكرر ما حدث؟ ماذا علينا أن نفعل لنصل الى حوار برلماني يعزز ثقة الشعب بسلطته التشريعية؟
اعتقد وببساطة أن علينا أن نعمل ونجتهد لتوفير منظومة سياسة صحيحة ترتقي بالعمل البرلماني، أن نسعى جاهدين لتوفير الحد الأدنى من العمل الرقابي التشريعي، أن نعمل يداً بيد لاختيار من يمثلنا على وجه الصحة والصواب ،من يمتلك منظومة عمل سياسي متزنة مرنة ، حكيمة ،عقلانية، بمهارات لغة متقنة وقدره على الاقناع، من يملك عقداً جديداً من التخطيط الفعال وادارة المورد البشري بشكله الصحيح و التعامل بحكمة مع التفاوت الاجتماعي والاقتصادي و الثقافي، علينا أن نختار الأنسب لهذا الوطن، من يحمل دفة القيادة البرلمانية بثقة الشعوب، لا تقنعنا شعبويات ولا تثنينا خطابات براقة لا تسمن ولا تغني من جوع.