تنتشر أفكار ثقافة الموازي في كثير من مناحي الحياة، والفكرة تقتضي أن يصل الناس لأهداف معينة تنقصهم متطلباتها ويمكن تجسيرها أو تعويضها عن طريق المال أو الدفعات المضاعفة، وأحياناً يتم إستخدام فكرة الموازي لتطوير الجودة أو الخدمات وربما لإستعجالها، والعامل المشترك الأعظم في كل هذا وذاك هو إستخدام رأس المال لولوج الأهداف أنّى كانت، وتالياً بعض الأمثلة وهنالك المزيد:
1. التعليم العالي: ثقافة الموازي في التعليم العالي إنتشرت منذ أكثر من عشرين عاماً، وللأمانة الفكرة لها وعليها، فلها الحفاظ على رأس المال الوطني وإستثماره بالوطن وتعزيز وتحسين مدخلات الجامعات وعناصر البيئة الجامعية في ظل شُح الإمكانات وتراجع الدعم الحكومي، وعليها إتهام البعض لها بمخالفة الدستور وحقوق الطلبة بالتعليم الجامعي لكل أردني.
2. النقل العام: مركبات النقل العام وتباينها ما بين العمومي والتاكسي، وما بين التاكسي الأصفر وكريم وأوبر والتاكسي المميز، ثقافة أساسها الخدمة وجودتها وسرعتها مقابل المال.
3. أداء فريضة الحج: حتى في موسم الحج هنالك حج عادي وآخر موازي، فالعادي أساسه الحق والعدل وفق الدور، والموازي أو المميز حصول على الفيز والدور للحج مقابل دفع المال المضاعف.
4. مدارس: والمبدأ ينطبق على وجود مدارس القطاع العام ومجانية التدريس وإلتزام الحكومة بمتابعة جودة التعليم وكل المستلزمات المطلوبة، بيد أن رسوم المدارس الخاصة أضعاف مضاعفة وفق جدلية الجودة والفندقة وفضائل أخرى.
5. الخبز: هنالك أنواع وأصناف من الخبز التي تتنوع وفق الجودة والطعم والمكوّنات وغيرها، وما ينطبق على الخبز ينطبق على معظم المواد الأساسية من الطعام واللباس وغيرها.
6. الطيران: هنالك درجات حتى للجلوس على مقاعد الطائرة، وأساس المفاضلة بينها الخدمة والجودة من جهة مقابل المال وقيمته من جهة أخرى.
7. الجوازات: فكرة تسريع إصدار جواز السفر لتوفير الوقت مقابل المال تصبّ في خانة ثقافة الموازي، وهذه الفكرة بالطبع قديمة في الغرب حيث الخدمات وسرعتها مقابل المال.
8. بالطبع القائمة تطول لتشمل المزيد من الأشياء والتي قاسمها المشترك الأعظم المال يجسّر متطلبات الخدمة والجودة والزمن والطبقة وغيرها.
بصراحة: توجهات العالم كله صوب الرأسمالية التي أساسها المادة في زمن تراجع منظومة القيم، والتبرير في ذلك التنوّع والجودة والخدمات وغيرها، لكننا بتنا نخشى الطبقية التي تؤثر سلباً على المجتمعات وتتجاوز مراحل أنسنة الحياة وتتجه صوب رسملتها، وأخشى أن تمتد لأشياء أكثر!