قائد السلام في الشرق الأوسط أردني هاشمي
د.أسمهان ماجد الطاهر
21-01-2020 12:46 AM
كان أجمل ما في كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي كأول قائد عربي يتحدث أمام البرلمان في دورته الحالية برئاسة ديفيد ساسولي حديثه عن منظومة السلام في الشرق الأوسط التي نبضها القضية الفلسطينية. تحدث جلالته عن أهمية الإستقرار في الشرق الأوسط الذي لن يحدث دون حل عادل واعتراف بأن القدس عربية القلب والقالب.
لقد تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني عن مدينة السلام القدس ذات الروحانية للمسلمين والمسيحيين على السواء وأكد جلالته على إستمرار الأردن بالدعم التاريخي في حماية القدس والدفاع عنها، مشيراً إلى العواقب الوخيمة التي قد تترتب على سلب السلام والعيش المشترك لتلك المدينة الروحانية ذات الأهمية الثقافية والتاريخية للعرب، مؤكدا على أن إستمرار العنف وبناء المستوطنات وعدم احترام القانون الدولي هي تداعيات تهدد تحقيق السلام في المنطقة.
لقد قدم جلالته أمام البرلمان الأوروبي صورة واضحة لأهم الصراعات والاحداث المتشابكة التي تحدث في الشرق الأوسط مبينا جلالته بأن ما يحدث في الشرق الأوسط يترك أثره على كل مكان حول العالم وبالتالي لا يمكن الوصول إلى عالم أكثر سلما دون شرق أوسط مستقر وهذه الرسالة كررها جلالته مرات عديدة في المحافل الدولية فتدعيم الإستقرار في دول المنطقة هو الهدف المنشود والأكثر حكمة على المدى البعيد.
لقد استعرض جلالة الملك المواجهة بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران ومخاطرها بجر كلا الجانبين إلى حافة الهاوية ولقد عرض تدعيات الإستمرار بهذه المواجه التي قد تجر المنطقة بأسرها إلى فوضى ومزيد من الإضطرابات الاقتصادية وأشار إلى خطورة تلك الصراعات والمواجهات في ان تفتح مرتعا ليطل الإرهاب برأسه كأفعى شريرة.
لقد تطرق جلالته إلى أهمية سماع صوت الشعوب وحقها في العيش المستقر وفي الحصول على فرص عادلة وبالتالي على القادة ملامسة الواقع وتوجيهم وإرشادهم إلى سبل تحقيقها. في واقع الأمر لقد إستطاع جلالة الملك أن يكون قائد السلام وصانع التغيير في أكثر الظروف صعوبة وحرج وبظل العديد من التحديات السياسية والاقتصادية التي تحيط بالأردن.
لقد تطرق جلالته إلى خطر جر ليبيا نحو حرب شاملة، ولم ينس سوريا وخطورة بقائها رهينة للصراعات.
وكعادة جلالته وجه إلى خطورة عدم توفير فرص للشباب مؤكداً على عدم ترك الشباب يعيشون بدون أمل. ولقد قال جلالته إن شعوبنا وخاصة الشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى يستحقون منا العمل من أجل مستقبل أفضل.
إن عدم الإستقرار في الشرق الأوسط رمى بضلالة على الأردن ولكن جلالته إمتلك إيمانا عميقا بالواجب وأخذ على عاتقه مسؤولية الإستمرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية وضمان الإستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط حيث إنطلق جلالته في الطريق الأسمى والأصعب وهو طريق صنع السلام. حمى الله الأردن
A_altaher@asu.edu.jo
الرأي