ابو دلهوم يكتب : استطلاعات نيئة محصلتها سوء هضم سياسي ؟!
23-12-2009 01:50 PM
[ استطلاع الرأي الأخير والذي قام به أحد مراكز الدراسات الإستراتيجية المرموقة التي نوقر ونحترم وعليها نعول و نبني ، حول الحكومة الرفاعية في أيامها الأولى حتى لا أقول في يومها الأول ، وذلك بغرض قياس مستوى الشعبية لا مستوى الإداء بالقطع وإلا فأنا أعاني من ضعف استيعابي (!) وهي بعدُ لم تمسح وجهها من تبويس المهنئين ، ثم تمسح وجهها بالرحمن كي تقول يا باسط نحو البحث عن موضع خطوتها الأولى ، في رحلتها الإصلاحية الشاملة كما جاء في كتاب التكليف السامي .
لا يعدو – هذا الإستطلاع – أن يكون مجرد حفل شواء على حطب بارد ، أي أنه استطلاع نيء لا بد وأن ينتج حالة عسر هضم سسيولوجيسة فوطنية بالتالي ، وإلا فما هو المشجب العلمي الذي يمكن أن نعلق عليه هذه التقليعة الترفية ، إلا أن تكون عملاً يفتقر إلى أي درجة من درجات النضوج في حقل الرأي العام ؟!
حقاً أي استطلاع هو هذا على هذه الحكومة (الآن) ، ولم تبدأ بعد حتى يكون لها (آن) فيؤون الآوان !، أو يؤرخ لها ما يستند إليه المستطلعون كي ينال هذا الإستطلاع براءة شرعيته أو قل تخريجته العلمية على وجه الإجمال ؟، فإذا كانت احتشادة هذا الاستطلاع بقضها وقضيضها ، تهدف إلى تخليق نقطة بداية مشفوعة بتأريخ لنقطة هذه البداية كحقبة في مرحلة ، كي تجد بعد شهور ثلاثة ووفق ما نعرفه من شروط ومعايير استطلاعات الرأي ما تقارن به مستوى الشعبية ، فتلكم ستكون أيضاً مقارنة نيئة وغير ناضجة كونها استندت إلى حقبة مفترضة جرى تخليقها وهمياً ، بمعنى أنها محاولة خائبة لوضع معيار زمني (Range) ليس موجوداً أصلاً على أرض الواقع .
لقد كان من الأنسب الأمثل الإنتظار ثلاثة شهور ، يكون المركز خلالها قد رصد وعاين وجمع بياناته ومدخلاته ، بدل تضييع الوقت والجهد والمال وكل أولئك من رصيد الوطن والمواطن ، أما هذا الإستطلاع توقيتاً ومخرجات فهو قفز عن منطق الأشياء والشريحة المستطلعة باتت بالمجمل كشاهد (ما شفش حاجة) ، في حين أن القائمين عليه كانوا كمن قام بهدف تسلل لم يره الحكم أي الشعب الأردني !
المقالة هذه ، هروباً !، سُطرت ولعلها المرة الأولى على نحو مختلف في الشكل مؤتلف في المضمون ، والأهم أنها تتقاطع تماماً مع الشرط التقني لفن المقالة الصحفية (!)إذ أن كل ما سقته آنفاً هو تقدمة طالت على حساب المتن أو الموضوعة ، أما حجر الرحى في مقولة هذه التقدمة المغناج بعجرها وبجرها ، فجدها قارئي العزيز في السؤال الحرون التالي والذي أجزم بأنه سؤال المسكوت عنه في الشارع الأردني ، وهو : أليس لدى الأساتذة الموقرين القائمين على بهاءات هذا المركز ، موضوعات أكثر أهمية وأعمق جدلية من موضوعة شعبية الحكومة في يومها الأول ؟، فما ضرَّ السادة النجباء ، اقتراحاً ، لو قاموا باستطلاع حول الفساد والمفسدين ، الذين أُتخموا تغولاً على قوت العباد وخيرات البلاد ؟، سؤال برسم الهواء الطلق أجزم حد إضطراب غددي الدرقية والوطنية ، بأنه سيبقى معلقاً لا يلقى جواباً إلا عند الصعاليك خلاني من المعلقين أحبة هذا الموقع الموقر ، و .. عند عمك طحنّا ويا ولد هات الفرد من خم الدجاج ...! ]
Abudalhoum_m@yahoo.com