facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




"قصة أصفار الجامعة الهاشمية"!


أ.د عبدالباسط الزيود
19-01-2020 10:05 AM

ثارت في الإعلام ضجة كبيرة حول ما يسمى مكعب الأصفار ( صفر مديونية + صفر دعم حكومي + صفر عجز) ، الذي تبنته إحدى إدارات الجامعة الهاشمية السابقة ؛ و لكي نضع الأمور في نصابها الحقيقي ، و بعيداً عن التهويل الإعلامي و تسمية الأمور بمسمياتها، فلابد من إنزال الموضوع في سياقه التاريخي ، و لنبدأ بسؤال منطقي و هو ؛ هل الأصفار الثلاثة طارئة أم هي قارة و قديمة في الجامعة الهاشمية ، و قد عرفت في زمن سابق على هذة الإدارة ؟.
و لكي أُجيب على هذا السؤال فلابد من التمييز بين مرحلتين سابقتين قد مرت بهما الجامعة ، و هما الأولى أي ما قبل عام ١٩٩٨ و الثانية أي ما بعده إلى عام ٢٠٠٢ ، و هما مرحلتان مهمتان ، ففي المرحلة الأولى كانت الجامعة في بداياتها الأولى ، إذ كانت تحوي ثلاث كليات و هي (العلوم و الآداب و الاقتصاد و العلوم الإدارية و العلوم التربوية )، و كانت تخصصات الجامعة لا تزيد عن (١٧) تخصصاً في مرحلة البكالوريوس و (٤) تخصصات في مرحلتي الماجستير و الدبلوم ، و كان عدد الطلبة لا يتجاوز (٢٠٠٠) طالب ، و كانت رسوم الطلبة أقل من مليون و بحدود (٩٧٥،٤٧٥) ديناراً ، و كانت الموازنة العامة بحدود (٧،٤٣٨،٠٠٠) دينار !.
لقد كانت الجامعة في بداياتها ، كما قلت سابقاً ، لذلك تبدو الأرقام متواضعة و تتساوق و سمة البدايات !. أما إذا ما قارناها بالمرحلة الثانية فسيبدو الفرق جلياً ؛ إذ حققت الجامعة نقلة نوعية و يعود الفضل فيها لإدارة كفؤة و قيادية قادها الأستاذ الدكتور أنور البطيخي بروح الفريق ، الذي أنجز بصمت و دون استغلال للمنابر الإعلامية و دون تهويل ؛ فقد ارتفعت الكليات إلى ثمان كليات و هي ( الهندسة و العلوم الطبية المساندة و التربية البدنية و علوم الرياضة و معهد الملكة رانيا للسياحة و التراث و معهد الملكة رانيا للطفولة و التمريض و معهد الأراضي و المياه و البيئة و تكنولوجيا المعلومات )، أما تخصصات الجامعة فقد ارتفعت إلى (٥٦) تخصصاً في مرحلة البكالوريوس و (٢١) تخصصاً في مرحلة الماجستير ، و قد ارتفع عدد الطلبة من (٢٠٠٠) طالب إلى ( ١٠) آلاف طالب بواقع (٥٠٠٠) طالب سنوياً بعد أن كانت تقبل (٥٠٠) طالب سنوياً فقط في المرحلة الأولى !.
أما الرسوم الجامعية فقد ارتفعت هي الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً ، إذكانت بحدود (٩٧٥،٤٧٥) ديناراً لتصل إلى (٨،٢١٠،٠٠٠) دينار ، و أما الموازنة العامة للجامعة فقد كانت بحدود (٧،٤٣٨،٠٠٠) دينار لتصل إلى (٣٦،٨٢٩،٠٠٠)دينار ، و لا أريد أن أستمر بالمقارنة فيما يخص مساحات البناء و أعداد أعضاء هيئة التدريس و أعداد الموفدين فقد تضاعفت هي الأخرى إلى أضعاف كثيرة ، و ليس لي هدف من هذا المقال / البيان إلا تبيان الحقيقة بالنسبة لوضع الجامعة المالي ؛ إذ تمتعت الجامعة الهاشمية بعد هذه الفترة بوضع مالي مريح بلا عجز و بلا مديونية و بلا دعم حكومي ، و الفضل يعود بهذا إلى هذه الفترة و ليس لأحد أن يدعي أن الجامعة كانت يوماً مُدانة أو فيها عجز ، و الفضل كذلك يعود إلى سياسة وضع الرسوم و إقرارها في حينها ؛ إذ قدَّر الدكتور البطيخي أن الجامعة لن تستطيع رفع رسومها لاحقاً لظروف كثيرة منها اقتصادية و أخرى سياسية ؛ لذلك وضع رسوماً عالية مقارنة برسوم الجامعات الأخرى !.
و بعد، فإن ما أُشيع حول ما يسمى " مكعب الأصفار " من ضجة و تهويل لا يخدم الحقيقة ؛ فالوفر المالي ليس وليد لحظته و إنما هو قديم و ذلك بفضل سياسة إدارة الجامعة في ذلك الوقت من جهة و لارتفاع الرسوم الجامعية من جهة أخرى ، و ثمة أمر في غاية الأهمية ، فقد كانت تُقر موازنة الجامعة في أعوام عديدة سابقة بعجز ؛ غير أنها تنفذ دون عجز ؛ بمعنى أن الجامعة لا تستدين لتنفذها ، و إنما كان الهدف من ذلك هو السعي لتحصيل الدعم الحكومي من الحكومة ؛ لأن الجامعة لو أقرت موازنة بلا عجز فإن ذلك يعني عدم تحصيل الدعم المرصود لها !.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :