ترمب وحربه الجديدة ضد ايران
خولة كامل الكردي
18-01-2020 06:43 PM
في التظاهرات التي خرجت في بعض المحافظات الإيرانية، تعبيرا عن الغضب الشعبي في تعاطي الحكومة مع أزمة سقوط الطائرة الأوكرانية، وخروج أعداد من الإيرانيين معظمهم من طلاب الجامعات، انبرى ترمب ليدافع عن تلك التظاهرات معتبراً أن على النظام الإيراني الإستماع لتلك الاحتجاجات ، وحذر في الوقت نفسه من مغبة إعادة إيران لانشطتها النووية، في حين اعتبر المسؤولين الإيرانيون أن محاولة ترمب، إنما تصب في مصلحة سعي امريكا الحثيث للتضييق على إيران ، وفرض مزيدا من العقوبات والقيود الاقتصادية عليها.
ان الصراع الإيراني-الامريكي ما زال في مراحله الأولى، ومازال الوقت مبكراً للحكم على العلاقة المستقبلية بين واشنطن وطهران، فالولايات المتحدة الأمريكية كانت ولازالت ضد النظام الإيراني منذ اندلاع الثورة الإيرانية، وسقوط حكم الشاه وتخليها عنه باعتباره حليف استراتيجي لها في المنطقة، وانقلبت على النظام الجديد، واستمرت في نهجها وازداد توترا بعد أزمة اختطاف الدبلوماسيين الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران.
لقد كان للأزمة الأخيرة تأثيرها الكبير على العديد من الدول، واستغلال الولايات المتحدة الأمريكية لتلك الأزمة، وذلك في انتقادها اللاذع والصريح ضد النظام الإيراني وتأييدها للمظاهرات، وفي المقابل فايران تحاول تطويق الأزمة والحد من آثارها، بخاصة بعد خروج تظاهرات تحتج على الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الإيرانية مع حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية.
إن العلاقات الأمريكية-الايرانية معقدة ومتشابكة إلى حد بعيد، بالرغم من التناقضات التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى، ففضيحة إيران غيت وضعت علامات استفهام كثيرة حول ماهية تلك العلاقة، ووقوف امريكا ضد ايران في فترة الحرب العراقية الإيرانية، ربما تلك التناقضات تدفع بعض المحللين إلى التساؤل عن الاستيراتيجية الحقيقية لأمريكا تجاه إيران، هل هما في عداء؟ ام في خط تبادل مصالح؟