طيران.. كنا نحس بما يتيسر من حركة ما في الطريق او عبر رشم النمل و عبر ظلال الزهر والثمر.
- وكانت الحكايات تتناقل كسرب القطا.
من قبل تلك الحركة في غياهب الريح لم يكن في نقش الكون ألا الطيران هلاميات ونجوم ومذنبات ورسائل عشق وبتلات الورد وروائح الازهار والاعشاب وحتى ذرات التراب وندى الماء وقراقع المطر والبرد جميعها سبحت في حد الافق، جميعها تحلت بالصبر..واليها كما الى حرير الروح نغني،نرقب احوال القلوب وغشاوة ما بعد الغزل :
..سلاما.. يتأمل صورتك المشتهاة.
سلاما.. يرى ما فاض من عطرك.
.. وسلاما لتلك السيدة الأنثى الطيف في صدري حرير الروح الازلية.
..وحيدا قرأ صاحبي ما تكنه الكلمات فتابع الغناء:
لعل حبك يمتد إلى ما لا نرى من الأرض،،،
فقلت كي أراها في نوم الكائنات الاولى:- ..لهذا أحلم بالطيران معك.
نرجس
احتميت في حقل النرجس وغصت في حضن معطر يضج بالحكايات.
لم اكن في صحوتي الإما ران على وجهي من قبلات تشتهي الانعتاق بين تلال تتغني باليمام وتزرع بقايا قمح العجائر،مما يذخر الى ايام القحط والموت.
كنت اضع رأسي في حد يلهج بالمسامرات عن الحب والحكاية الغنية التي تحتفظ بها حرير الروح في ادراجها،تلك التي تجاور وسوم الحمام والنرجس ويد تمتد لغسل جسد الحبيبة من تعب تلك المومياء التي تلاحق الحرير والحرير يلمع يلهج يتبادل الحب، مع طيف بات يجاور اشعة القمر بان وتوهج، يضج هديله، كلما قلت لك احبك.
..وبعيدا عن عيونهم، تلك التي احبها ولا ابتعد عنها، ازاور بها يومي وقلقي:
-هيا بنا نرقص ..نتخيل عطر النرجس،نشم بيارق البساط الحائر الطائر على كف من وراق
-هيا مرة اخرى.
وصايا
وصية المحبة: كن لي، واجعل صوتك يغرد كما عصافير البستان.
وصية البيت: لا تتركني، احتاج لتنهدات أنفاسك ورونق حكاياتك، ايامي هي الامتلاء وموتي هو الخلاء. فأجعلني ملعب أجيالك.
وصية الأب: أكبر معك، فناولني دفاتر ألمك وخذ مني دفاتر السعادة والحياة.
وصية الأم: أنا البيت والأب... وأنا المحبة، اجعلني حارس هدب عينيك، لارتقي إلى الجنة.
في لحظة من الزمان صاح الديك بعنفوان، رأيت حرير الروح تلاحق وصايا القلب بين نجمة الصباح وغيمة شيخ الكتاب،ووصلت على صوت نافخ البوق وصايا جسد يحترق بالقبلات وينال برد الصباح راقصا،يحن الى وسم الجمال،يئن ويفضح سر الحكايات التي كتبها بائع الطائرات الورقية.
huss2d@yahoo.com
الرأي