التصرّف أحياناً حتى لو كان فردياً أو مؤسسياً يعني الكثير لما ينتج عنه من عواقب؛ فربما بمهارة إتصال إيجابية تطفىء فتنة كبيرة وربما بأخرى سلبية تشعل ناراً أو حرباً؛ وهذه مؤشرات على ضرورة الإنتباه لحُسن التصرّف وقت الشدّة أو الغضب أو أي محكّ لأن الأمور قد تنحرف عن مسارها الطبيعي؛ والأمثلة على ذلك كثيرة:
١. تغليب لغة الحوار على العنف الفيزيائي أو اللفظي يحمي الممتلكات والشخوص؛ فالكلمة الطيبة تدرأ الفتنة وتقضي على العنف بكل أنواعه؛ فحُسن التصرّف يحمي الشخوص والممتلكات.
٢. حُسن التصرّف بين الزوجين يحمي البيت من المصائب؛ وخصوصاً في بداية الحياة الزوجية حيث بين البيت السعيد والطلاق شعرة هي حُسن التصرّف بين الزوجين لينعموا بحياة كريمة.
٣. حُسن التصرّف في الدبلوماسية الدولية يجعل علاقات الدول متميزة ويخلق العلاقات متوازنة بينها دونما أي إشكالات؛ وهذا ينمّي التكاملية بين الدول.
٤. حُسن التصرّف في حال الأمور الإقتصادية في التجارة والصناعة والإستثمارات وغيرها يخلق بيئة إستثمارية جاذبة دونما أي منغّصات أو مثبّطات؛ وهذا مؤشر على ضرورة التعامل بمهنية عالية.
٥. حُسن التصرّف أحياناً يقي دولاً شر الحروب والبغضاء بينها؛ وربما يكون الدور الفاعل في ذلك لشخص واحد مبعوث لدولة أخرى فهو قادر على تأجيج الأمور أو تهدئتها.
٦. حُسن التصرّف يجب أن نأخذه بعين الإعتبار في كل تصرفاتنا؛ وربما يكون من شخص بسيط أو حكيم أو واعي أو صاحب خبره لغايات الوصول للأهداف المنشودة.
٧. حُسن التصرّف بالطبع يحتاج لخبرات واسعة وتفكير خارج الصندوق وصبر كبير ووعي عالي المستوى وحكمة ضليعة وإيتيكيت وإدراك راقي.
٨. حُسن التصرّف إيقاع وسيمفونية تنمّ عن منظومة خبرة في الحياة العامة يحتاج لبناء خبرات متعددة من خلال الدورات الخاصة بالتعليم المستمر.
٩. حُسن التصرّف فن وذوق وأخلاق ودبلوماسية وخبرة ونوعية وجودة لا تُدرّس لكنها مهارات مكتسبة من مدرسة الحياة.
١٠. مطلوب من الناس كلها أن تدرك ضرورة وأهمية حُسن التصرّف في كل المجالات وعدم الاستعجال بحيث لا يتم دفع الثمن عالياً.
بصراحة: حُسن التصرّف مدرسة حياتية أساسها الخبرات المتعلّمة من الممارسة اليومية لمهارات إتصال نوعي؛ ولا يمكن النجاح في ذلك دون بناء قدرات القوى البشرية في ذلك؛ ولهذا فالمطلوب قدير بالأمور دوماً قبل أن 'يقع الفأس بالرأس'!
صباح المهارة وحُسن التصرّف