خلال محاضرة لمعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يوم الاربعاء الموافق ١٥/١/٢٠٢٠ في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي ، حيث غصت قاعة الشيخ زايد بالحضور وعلى رأسهم: الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، و الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، و راشد عبدالله النعيمي، وزير الخارجية الاسبق، وسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى دولة الامارات ، إلى جانب عدد كبيرة من الدبلوماسيين والمفكرين والأكاديميين والباحثين ، دعا فيها إيران الى التعاون في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة بالطرق السلمية لإثبات حسن التواصل مع دول الجوار ودول المجلس، مشيراً الى أن إيران دولة جارة تتشارك معها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التاريخ و الجغرافيا . وتسعى دول المجلس إلى أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، حيث سبق وان رحبت دول المجلس بالاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى. مشيراً الى ان التزام إيران بالاتفاق النووي سيكون له انعكاسات ايجابية وخاصة في رفع الحصار عن إيران.


من جهة أخرى أشاد الدكتور الزياني بتجربة مجلس التعاون والتي أثبتت أن المجلس يعتبر أحد أهم التجمعات الإقليمية في المنطقة والعالم، مقدماً نموذجاً للتعاون والتكامل ومواجهة التحديات، وخاصة النهج المتميز وغير المسبوق الذي وضعه الآباء المؤسسون للمجلس، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، الذي كان له الفضل الكبير في تأسيس المجلس.

وأشار الدكتور الزياني إلى أن الهدف الأساسي للمجلس تمثل بــ: التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، ومواجهة التحديات التي تواجه مجلس التعاون الخليجي بدءاً من الإرهاب ومكافحته والأزمات التي تعيشها بعض دول المنطقة، و مكافحة الجريمة المنظمة ، والعمل على مواجهة الجهود لنزع أسلحة الدمار الشامل والحيلولة دون انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، علاوة على الاهتمام بالعامل البيئي، حيث تولي قيادات دول الخليج العربي أهمية خاصة للقضايا البيئة ً.

اما بخصوص الإنجازات التي حققها المجلس فتمثلت بــ : الزيادة الكبيرة في حجم التجارة البينية، ومضاعفة حركة تنقلات مواطني دول المجلس بين الدول الأعضاء، وعملية والربط الكهربائي.

و حول مستقبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أشار الدكتور الزياني أن هناك أهداف استراتيجية يركز عليها المجلس تتمثل بــ: تحقيق الأمن بصورته الشاملة، والمحافظة على النمو الاقتصادي لدى دول المجلس، والعمل على تنويع مصادر الدخل والتنمية البشرية وتوفير التعليم وفرص العمل ، وتعزيز المكانة الدولية لمجلس التعاون ، وتوفير السلام والاستقرار لمنطقة الخليج وعلى رأسها اليمن ، والتعامل مع الأزمات، وزيادة حجم الاستثمارات في دول المجلس، والانتهاء من مشروع الاتحاد الجمركي بين دول التعاون خلال العام الجاري.

وكما هو معلوم فقد صدرت الإرادة الملكية السامية لجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك البحرين بتعين الدكتور الزياني وزيراِ للخارجية وذلك بسبب انتهاء فترة توليه الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، و ذلك خلفاً لمعالي الشيخ خالد بن محمد بن احمد ال خليفة الذي عين مستشاراً لجلالة الملك حمد .

هذا و قد سبق لمعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بتاريخ ٢٧ نوفمبر من العام الماضي ٢٠١٩ استقبال في مكتبه بمقر الأمانة العامة بالرياض وفداً من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ضم كلا من نائب المدير العام لشؤون البحث العلمي ، ومدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة ، حيث أشاد معاليه بالدور الذي يقوم به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لتعزيز البحث العلمي ودعم عملية صناعة القرار بالدراسات والبحوث التي تتناول مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية ، والجهود التي يبذلها المركز للإسهام في بلورة الرؤى الاستراتيجية واستشراف المستقبل بتوصيات علمية وبحثية دقيقه حيال مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات التي تضم الباحثين والمختصين في مختلف التخصصات .

و في ختام حديثي ،أتمنى على مراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية في المملكة ، و على راسها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ، التعاون مع مركز الامارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية ، و استضافة قامات فكرية و سياسية و دبلوماسية أمثال معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ، و خاصة و هو على وشك إتمام رحلته كأمين عام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مدة ١١عاماً ليكمل مشواره السياسي قريباً وزيراً للخارجية لمملكة البحرين الشقيقة ، بحيث يتم تناول القضايا المصيرية لعالمنا العربي مع هذه القامات الغنية بفكرها و خبرتها و تجربتها بحيث تكون قيمة مضافة لهذه المراكز في دراساتها و ابحاثها وتوصياتها سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً و امنياً و التي ترفع لأصحاب القرار لاعتمادها في اتحاذ قراراتهم المصيرية .