أوسعتُهُم شتمًا وفازوا باليسارية والثقةأ.د. خليل الرفوع
17-01-2020 03:16 PM
أذكرُ قبل خمسة وعشرين عاما جمعني بأحد الوزراء الحاليين سفر ، وكنت أترنَّمُ بوطني المعشوقِ شعرًا , فقال - وكان آنذاك يتتلمذ حفظا على أقوال اليساريين - : الأردن وطنٌ كرتوني مستشهدا بشعر ثوري لأحد الشعراء الماركسيين ، فرددت عليه قائلا : لكنَّ داخلَ الكرتونة صخرةٌ من الصّوان لن تُكْسرَ ولن تفتتَ، تذكرت هذا الموقف حينما رأيت على شاشة التلفاز أيام المناقشات النيابية الأخيرة يدي ذلك الوزير تتحسسان صلعته لحظة مهاجمةِ وزراءِ الحكومة من أحد النواب المُأدلجين لفظيًّا ، بقوله إنهم وزراء ( الدجيتالز الصلعان ) ، فلا أعلم هل لا يزال ذلك الوزير مؤمنا بأن الأردن وطنٌ من كرتون أم أنه حَشَى جسمَه نفاقا بين الكرتونة والصخرة أم أنه ذاب عشقا في ماء السلطة المُحَلَّى ؟ وقد أخبرتنا رِيَبُ الزمان وشواهدُ الأيام أن أكثر المتسلقين لأسوار السلطة هم أولئك دعاةُ اليسارية الفارغة من أي نضال معرفي أو فكري الذين مرَدُوا على إنشائية التبعية الخالصة ، وفي ثنايا المناقشات صُوِّرَ والدُ رئيس الوزراء بالمفكر المناضل ُ حتى لقد توَهَّمَ الرئيسُ نفسه أنه حاملٌ عبءَ جبروتٍ ضخم من التراث النضالي يرقى إلى المعلم الأممي تشي غيفارا ، فقد شحنه المجلس شحناتٍ لو وُزِّعَتْ على شِعابِ الأردن ووهادهِ طحينا غيرَ مدعوم لأشبعت طيوره وملأت حواصلَ أفراخها، لا ندري لِمَ يُنْفَخُ بمنفاخ المجلسِ الساقط لغويا ؛ واللغةُ وعاءُ الفكر، فهل كان نضالا في ساحات الحروب المقدسة أم في ساحات الحزبية النرجسية أم كان نضالا ضد الدولة الأردنية أيام الضباط الأحرار الذين تسلَّحوا بالناصرية اليسارية الدموية ، فهل جاذبية الكراسي تجبُّ ما قبلها، (مستثنيا ابنه مؤنِسًا الكاتبَ الروائي الذي كان يصدر عن عمق في الرؤية والتشكيل الأدبي على الرغم من يساريته المفرطة) . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة