لاح الفجر وارتجفت السكينة لمرور نسيمات ولي العهد وسال النور وابتسم الفضاء لولي العهد ثم اقترب من نشامى الوطن وناداها فهبت وانتفضت وعيناه الكبيرتان محدّقتان إلى الفضاء الصافي فيجد ذاته منحجباً عن روح روحه انحجاب العين عن النور.

وسموه صديق الرجال الأشداء والعقول المبدعة ليقودهم لحماية الوطن من التحديات وجاء ليبث في فضاء الوطن روحاً جديدة قوية وتسحق الأصنام المنصوبة على الفساد واجساد الضعفاء المساكين. وأنت يا ولي العهد الناظر من أعالي الجلجلة إلى مواكب الأجيال الأردنية السامع ضجيج الأمم الفاهم أحلام الأبدية. أن شعبك نشامى الوطن يقفوا جميعهم خلفك فرحين متهللين منشدين اهازيج النصر والولاء مستبسلين أمام مخاوف الظلام.

هنالك شاهدك أيها الأمير ولي العهد شعبك ألوفي شاهدك صقراً هائلاً جميلاً منتصباً بين الأرض والسماء متشحاً بألوان السحاب محملقاً إلى الفساد رافعاً بيمينك كبار القلوب ساحقاً صغار النفوس شعبك يصاحبك يا ولي العهد حتى أصبحوا شبيهاً بسموك وأحبوك حتى تحول وجدانهم إلى صورة مصغرة لوجودك. (وهل يحسبني الناس مفاخراً إذا ما تشبتهت بسموك وهم إذا تفاخروا يتشبهون بالنار)! وشعبك

يا ولي العهد مثلك بميولهم واحلامهم وخلقهم واخلاقهم وسموك أيها الأمير الهاشمي مسترسل منبسط هادئ وليس لأعماقك نهاية لنك تسمع آنةَ الفقير وصراخ المظلوم وسموك غيوم تمطر العالم خيراً ومعرفة وتسير نحو قمم الجبال لتصبح صوتاً ترتجف له أعماق الفضاء وتكون من رجال الشرق العظام.

وطلع القمر والقى وشاحه الفضي على العاصمة عمان وولي العهد جالس في شرفة البيت ينظر إلى الفضاء مفكراً في مأتي الأجيال التي مرت متتابعة على الأرض الأردنية مستوضحاً أعمال الملوك الهاشميين الذين ينوا الأردن مستعرضاً مواكب الشعوب والأمم التي سيرها الدهر من العقبة إلى عمان ليرى تأهُب الشباب وعزم الكهولة وحكمة الشيخوخة وولي العهد أميرٌ ينتصب كالبرج ويبتسم كالصباح ويشعر بسواه شعوره بنفسه ويجتذب القلوب إليه اينما وجد فهو السُّرج التي لا تطفئها الرياح والملح الذي لا تفسده الدهور يسير بأقدام ثابتة نحو الحقيقة والكمال ومؤمن بأردنيته وأبناء وطنه وفي إيمانه عذوبة وسكينة وطمأنينة.