بمجرد قراءة أو سماع هذا العنوان يبدأ الدماغ باستحضار صور للأشخاص والأحداث التى تعبر وبقوة عن ذلك، ويلوح في أفق الذكريات عدد من الأحداث، وما هي الا لحظات من الشرود الذهني حتى يستدعي العقل الباطن المخزون الشرير مع أصحابه ورموزه واحداثة، وتبدأ سلسلة طويلة من المؤامرات والخيانات للذات، وللآخر والوطن وحتى للتفكير ذاته الذي يقاوم الإنضمام لمنظومة الشر.
أيها المحارب المشنوق على بوابة الشرفاء...
نعم تبدأ كل المعايير بالتحول عكس ما يجب بمجرد غياب شمس الحق وبزوغ الظلام، لكن الجاهل بعلم الطبيعة لا يدرك أبداً أن الظلام لا مصدر له إلا أنه واقع أكيد لغياب النور ، عندما تغيب مشاعل الأمل والعطاء ،أو هناك من أطفأ نورها، تخرج وطاويط الظلام تَعيثُ في الأرض فسادا وتثير زوبعةً من الأكاذيب إدعائها الحرص على البقاء والخوف من القادم، فهو قادم بالتأكيد، هكذا يمارس محور الشرْ نشاطهُ من أجل السيطرة.
محور الشر ...
من هم ؟؟ كيف تميزهم ...؟؟
هم بلا أدنى شك هي مجموعة تعمل بشكل فردي متخفيين ، كل حسب ما يناسبهم من أقنعة مزيفه، يظهر به أمام الناس ليقنعهم بأنه حريص كل الحرص عليهم وهمه الأوحد هو الوطن ومستقبله وشبابه، ومن الأمثلة لتلك الأقنعة بائعون الوطنية والمزايدين، ليرتدوا قناع الدين الوسطي والتكيف الفكري، مستخدمين الأئمة الأربعة وكل ما يقع ضمن دوائر الإفتاء المبرر للوسيلة لتحقيق الغاية، وقناع المَدَنِية المستوردة والدينية أو الوثنية، والإنسان الحضاري المزيف المنسلخ عن العراقة والتراث ناعتاً أصحابها بالمتخلفين، وقتاع المدافعين عن الوطن ومليكه معتبرين أنفسهم الوصاة لحماية العرش من نفسه أو أبناءه، وقناع الكرماء المزيفين ، الطامعين بالمزيد من المال والكنوز يورثونها ويحكمون البنوك والإمبراطوريات المخفية خلف قناع الاقتصاد الفردي، ويتحكمون بقوت البشر، وقناع المنافقين وأخطرهم هم لاعبي الأدوار وممثلي المشاهد، هكذا تعرف من هم !!!...
كيف تميزهم. !؟.. تراقب عن كثب مجريات الأمور والأحداث لترى بأم عينك إختلاق المشكلات وإنطلاق الفوضي الخلاقة ومشروع الرعب وأزمة الخوف على الرغيف من القوي قبل الضعيف، ولعب الإستراتيجيات بتمثيل الأدوار وتبادل المواقع، فقناع الخير والشر الذي تتحكم به طاولة الزهر وحجز النرد بنقاطه السوداء والحمراء ليسجل من يقع عليهم الإختيار أيام سوداء في حياتنا أو بسفك دماءنا...
فجاء ودون سابق إنذار يظهر محور الشر ... يظهرون مع صرخات الخوف والظلم والقهر عند الناس، يلوحون بالحلول فعندهم مفتاح الخوارق وعليهم تهبط الكرامات والمعجزات، فجأة تشرق من خلف ظلالهم، مشاهد براقة تشع بنور خادع ما هو إلا سَرابٌ في سَرابْ يجر معه الخراب... تنازل، وخذلان وتخلي وانحسار وخسارة وإنهيار ... أهداف يسعون لتحقيقها في نفوس الناس لينعموا بالسيطرة، نعم يظهروا من دون سابق إنذار، يعيشون بيننا أو فينا أو يلتفون على منظوماتنا بفلسفة أو أيدولوجية خادعة ماتت منذ زمن في رحم من أنجبها. أين كنتم عندما كنا نحارب..؟؟ ونحاول أن ننقذ ما نملك، أم أنكم خلف خطوط العدو تراقبون بصمت، تسترقون السمع لأنين ضمائرنا ونحيب القلوب المنكسرة في أجسادنا المحبوسة خلف قضبان رغيف الخبز ... محور الشر لم يعد مجرد تعبير بل هو سلوك شاذ نراه ويمارس علينا.
إننا إذ نعيش حالة من الضياع للأهداف وأزمة للهوية الفردية والوطنية ، نعيش في مستنقع أصبح قليل المياة كثير الضفادع ، نتشكل بدون علمنا كمليشيات تحارب بعضها البعض لأجل انتصار محور الشر بكل الحالات ، يجب علينا ان نتوقف عند الحقيقة لنتأمل الحق بالعيش بكرامة وشرف ، نعمل في كل الحقول ننتج كل ما نحتاج اليه نتوقف عن الاستهلاك اللاإرادي ، نجعل ميثاقنا حب الوطن وأرضه ونغرس في نفوس الأجيال حب بعيدًا عن التمثيل والصور والأقنعة ، نخلص لأنفسنا ، نعبر عن حبنا بإنتاج نفخر به، حمى الله الاردن وشعبه ومليكة وعاش الشباب.