سخط النواب واطمئنان الحكومة
المحامي محمد الصبيحي
15-01-2020 02:52 PM
لم أجد في كلمات النواب واحدا يبدي رضاه عن الحكومة،، كلهم ساخطون يؤججون نار النقد والاتهام وينهالون على الحكومة بالمطالب من جهة ويلزمونها بخفض العجز والمديونية من جهة أخرى..
بعض السادة النواب يفيضون علينا بالحكمة والبلاغة نثرا وشعرا حتى أن أحدهم تحدث باسم الفقراء والجائعين، وهو الثري الذي أنفق مئات الالاف خلال حملته الانتخابية، وأخر قدم في خمسة أسطر حلا للمشكلة الاقتصادية التي عجز عنها خبراء وحكومات.. واخرون طالبوا بالزام القطاع الخاص برفع رواتب العاملين فيه وكأننا في دولة شيوعية أو تحت الأحكام العرفية.
خمسة وتسعون بالمائة من النواب غير راضين عن الحكومة وجلهم ساخطون عليها ويتهمونها بالفشل الذريع ، والنتيجة اطمئنان حكومي تام بازاء جعجعة تخلو من الطحن.
سألت أحد الإعلاميين المتابعين للشأن النيابي، ماذا لو طرح المجلس التصويت على الثقة بالحكومة الان؟؟
فاجاب مع ابتسامة خبيثة ( ثقة ونص).
كيف تم تركيب هذه المعادلة النيابية؟؟ سؤال غير مطروح فجوابه معروف.
مناسبتان في مجلس النواب مخصصتان لمخاطبة الشارع بلغة مغايرة لما يدور خلف الكواليس، الأولى عند مناقشة بيان الثقة بالحكومة، والثانية عند مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة سنويا، تسمع فيهما الحكومة ما ينطبق عليه قول جرير الشاعر : زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا فابشر بطول سلامة يا مربع ، اقصد ابشر بطول حكومتك يا أبن المنيف
اخيرا ما دام انتخاب النواب بمثل هذا القانون والنظام وغياب الارادة السياسية لتفعيل حقيقي لكون نظام الحكم نيابي
اولا فإن الوقت أثمن من متابعة معارك كلامية لا تطعم خبزا.