الاذاعة والتلفزيون .. والتحديثات المطلوبة
فيصل تايه
15-01-2020 02:51 PM
مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، احدى ركائز الدولة المهمة بل والاكثر اهمية، فالتحديات الجسيمة التي تواجهها دولتنا الأردنية المثقلة بالاعباء المختلفة تحتاج الى عمليات نهوض وتخطيط معمق في ظل اجواء عصيبة وتحديات كبيرة تحيط بمنطقتنا، كل تلك التحديات لا يمكن لها ان تصمد بدون وجود مؤسسة اعلامية ضخمة وقوية تدعم جهود العاملين في جميع مؤسسات الدولة، وتواصل القيام بدورها في نقل رسالة الدولة الاردنية وصورتها الحضارية محليا وخارجيا وعكس الانجازات التي يحققها الاردن على مختلف الصعد فتأخذ على عاتقها متابعة تلك الانجازات وعرضها امام الجمهور وتشخيص الاخطاء ووضعها امام المتلقي من جهة والحكومة من جهة أخرى.
وكان لابد من تدعيم شبكة من الاعلام الاردني المتكامل كمؤسسة دولة تعمل باستقلالية تامة من اجل خلق اعلام وطني متوازن يقدم للمشاهد والقارئ والمستمع مادة اعلامية بعيداً عن كل الاعتبارات والبحث عن الاليات والاجراءات الواجب اتخاذها لدفع تلك المؤسسة الى المكانة التي تستحقها والتي نصبو اليها جميعا لتكون في مقدمة المؤسسات المدافعة عن الوطن وانجازاته وملبية لطموحات المواطن واهتماماته، وهذه المهمة الكبيرة بالتاكيد ملقاة على عاتق المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون بجميع وسائلها رغم العديد من التحديات المهنية والمالية وغيرها دون ان يؤثر ذلك على ادائها.
لذلك لا بد من توفير الدعم الذي تحتاجه المؤسسة سواء كان اجرائيا او تشريعيا اوماليا وصولا الى الارتقاء بمستوى اداء هذه المؤسسة العريقة.
يجب ان نعترف ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بحاجة الى الدعم الحكومي المستمر الذي يجب ان يوازيه تعاون وحرص من جميع العاملين في المؤسسة للارتقاء بادائها خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع الفضائيات وبما يكفل العودة بها الى سابق عهدها حين كانت من افضل المؤسسات الاعلامية في العالم العربي سواء على صعيد المواد الاخبارية التي كانت تقدمها او على صعيد الدراما الاردنية التي لاقت رواجا كبيرا في مختلف الدول العربية .
لقد تعاقب على ادارة المؤسسة العامة للاذاعة والتفزيون العديد من الاعلاميين ممن عملوا على تطويرها ورفع اداء العاملين فيها لكن بنسب متفاوتة وبطرق متعددة ، لكن افاق المستقبل لتطوير عمل المؤسسة لا يمكن ان يتحقق بتحسن انواع البرامج وتطوير النشرات الاخبارية وزيادة وضوح الصورة وجلب احدث انواع الاجهزة التكنولوجية الحديثة ووضع الدراسات والبحوث العلمية الرصينة فقط، قد تكون تلك الامور احد اساليب التطور لكن يبقى الخيار الامثل لاية عملية تطوير تكمن في تحسين قدرات العاملين وفق اسس علمية رصينة ، وفق رؤية خطة متقنة لرفع القدرات وتأهيل الملاك فالشروع في اية عملية تطوير لرفع قدرات العاملين لاسيما الذين يعملون في مجال تحرير وصناعة الاخبار واعداد البرامج والاخراج وكتاب البحوث والدراسات وغيرها من المجالات التي يتعلق عملها في الشاشة ، لابد ان تخضع لمعايير اساسية ، وفق خطة محكمة تنظم عملية هذا التطوير ، وتوضع هذه الخطة من الجهات ذات العلاقة والمسؤولة عن رفع الاداء من خلال معهد وطني متخصص يقوم بتنظيم الدورات المستمرة للموظفين في مختلف المجالات ، وبشكل دوري ، لكن لابد ان تكون هناك خطة تضمن ديمومة هذه الدورات من جهة وتحقيق الجدوى منها من جهة اخرى وتشجع الموظفين على الالتحاق بها من جهة ثالثة.وكذلك زيادة نوعية وكمية في عدد الدورات لكن شريطة ان تخضع تلك الدورات لضوابط تتلاءم وواقع التطور المنشود، فالدورات التي ينبغي ان نضعها في اولوياتنا هي التي تتعلق بالشاشة اولاً وقبل كل شيء" تحرير الاخبار، اعداد البرامج، تقديم الاخبار والبرامج، الاخراج التلفزيوني والاذاعي، المراسل، الصوت، الاضاءة، صناعة الديكور وغيرها من الامور التي تتعلق بالشاشة" هذه هي الاولويات التي ينبغي ان تحدد بموجبها الدورات مع الاستعانة بخبراء متخصصين في كل واحدة من هذه المجالات مع اعطاء الوقت الكافي للدورة حتى يستطيع الموظف ان يهضم جميع المفردات التي يتلقاها من المحاضر، لكي نحقق الهدف المنشود من الدورة التدريبية، ان جذب اي موظف .
اما فيما يتعلق بالخطط الاستراتيجية طويلة الامد لتحسين اداء الموظفين ورفع قدراتهم، وهذه الخطط تكون خاضعة لمنهجية منظمة ومعمقة من خلال رفع القدرة الاكاديمية والبحثية للموظفين، فاغلب موظفي المؤسسة حاصلون على الشهادة الاولية البكالوريوس وما دون مع غياب شبه تام للشهادات العليا، ما يعني اننا ا بحاجة ماسة الى ذوي الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه) وذلك من خلال فتح باب التعيين لحملة تلك الشهادات او الحصول على خدماتهم .
وأخيرا وكما قالت جلالة الملكة رانيا في احد لقاءتها : حين نريد .. نفعل ... ووفق الرؤية الملكيه الساميه التي ارادها سيد البلاد ، فهذه تحيه شكر وتقدير للعاملين على رفع سوية الاعلام الاردني المميز لتنال المؤسسات الاعلامية ومنها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الدعم لتؤدي دورها الوطني بكل كفاءة و تحت مظلة الدستور، وفي ظل مناخ من الحرية والديمقراطية .
ودمتم سالمين