متوالية التحديات والقادم اصعب
د. عاكف الزعبي
14-01-2020 02:01 PM
التحديات لم تفارق الاردن منذ ولادته . الاصعب كانت تحديات الخمسينات وفتنة 1970 وقد عبرهما الاردن باقتدار . غيوم الربيع العربي كادت ان تبلغ مبلغاً قاسياً لكنها تلاشت بحكمة القياة ووعي الشعب .
التحديات اليوم تعود لتأخذ من جديد منحى خطراً . الاخطر من بينها التحالف غير المسبوق بين الادارة الامريكية اليمينيه واليمين الاسرائيلي المتطرف الذي أطل بصورة صفقة القرن بهدف تصفية القضية الفلسطينيه .
حتى الآن أتت الصفقة على معظم المواضيع التي أجلتها أوسلو للتفاوض عليها في مرحلة الاتفاق النهائية وآخرها موضوع الحدود باعلان اسرائيل نيتها ضم منطقة الاغوار بما يترك للفلسطينيين 40% من اراضي الضفة الغربية ويجعلها جزيرة معزولة تحيط بها اسرائيل الامر الذي سوف يكلف الاردن كلفة باهضة.
وعلى صعيد إقليمي يهيمن المشروع الايراني على العراق واحتمال تمدده الى سوريا ما يزال قائماً ما قد يجعل مشروع ايران القومي ونموذجها كدولة دينية بصبغة مذهبية جارةً للاردن ويضع الاردن بين التحدي الاسرائيلي الوجودي غرباً ، والتحدي الايراني القومي المذهبي شرقاً وهو تحدٍ وجودي من نوع مختلف يتطلع لأن يكرر نموذج احتلال العراق.
وفي الداخل احتقان بازمة اقتصاية غير مسبوقه . جربت الحكومة لحلها مدخل التقشف وضبط العجز والمديونية والاستعانة برفع الضرائب ففشلت في وقف التباطؤ في الاقتصاد . وعادت اليوم الى مدخل معاكس بالتوسع في الانفاق الرأسمالي والجاري لتوسيع الطلب املاً برفع نسبة النمو التي ان لم ترتفع يكون قد لحق بالاقتصاد اصابة بالغة ليس بمقدوره تحملها.
لا وصفة افضل للتعامل مع هذه التحديات سوى البدء فوراً ودونما اي تأخير بالسير التدريجي وبخطى ثابتة للاصلاح السياسي وقبل ان يفوتنا الوقت . الاصلاح السياسي اساس كل اصلاح . فهو اساس لتمتين الوحدة الوطنيه ، وباعث للثقة بصناعة القرار وصانعه ، وشرط للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.