يعتزل جل الشباب الاردني ، العمل السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ، والثقافي ، او بالاحرى "الحياة العامة " ما يدعي بجدية التعامل مع هذه المشكلة بأهمية وضرورة باعادة نظر ودراسة ، البرامج ، والانشطة ، والسياسيات الرسمية ، والاستراتيجيات، التي تتعامل مع "الشباب" او الموجهة للشباب ؛ فمعظم شباب الوطن يشكون قلة تواصل المؤسسات الحكومية لا سيما وزارتي الشباب والتنمية السياسية معهم ، وفي هذه الحالة ، يصعب تحقيق تنمية شاملة دون مشاركة الشباب بشكل اساسي.
ان لدى الشباب ما يقوله ، ويشارك فيه ، ويحلم به ويطمح به ، والمطلوب هو ان تقوم المؤسسات الشبابية والتعليمية والعالي والتربوية والسياسية ، بدورها في تثقيف الشباب ، وتنمية قدراتهم العلمية ، والثقافية , ونشر ثقافة الدين , وبناء الوعي السياسي ، والأقتصادي ، وتعميق الأنتماء ، والقيم والأخلاق ، والوطن ، ومحاربة الفساد ، والأنحراف ، ومحاربة الأنحطاط , وتنمية الثقة بالنفس , والأعتزاز بالهوية ، والمحافظة على القيم الروحية والمعنوية ، فهذه هي رسالة الدولة الاردنية الأساسية ويستوجب ترجمتها الى انشطة وبرامج وفاعليات تفاعلية مع الشباب.
كما وينبغي ان تتوجه هذه المؤسسات الى قرى وارياف وبوادي ومخيمات الشباب ان لا يقتصر عملها على عمان ، وهي المدينة الاوفر حظا بالتقنية والخدمات والتنمية والمواصلات ؛ فشبابنا بحاجة الى من يصله ويستمع لاحتياجاته بام عينية واماله وطموحاته ، ضمن رؤيته وعالمه الخاص به ، هذا اذا ما اردنا ان ننعم بقدرات الشباب وقوتهم وعنفوانهم ومستقبلهم.
فالشباب هدف ، يتراكض باتجاه أصحاب الافكار الظلامية والعصابات الارهابية ، بهدف تجهيلهم بافكار ومعتقدات خطيرة على المجتمع والدولة ككل ، وهناك قصص حية على هذه المشاهد ينبغي الانتباه لها.
من الاهمية ان تضع الحكومة وهي صاحبة الولاية العامة والامينة على مصالح الشعب ومقدرات الوطن ، في اجندتها ، أمر جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وولي عهد المحبوب سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني ، رعاية الشباب، من خلال تهيئة البنية التحتية والفوقية الكفيلة بتلبية حاجاتهم الاساسية من تعليم وصحة وتمكين .
وهناك معاني غزيرة بالقيم وجديرة بالاهتمام والدراسة والتمحيص تتماهي مع ( الشباب) وخصائهم وخصويتهم ، فالتغير ، والقوة ، والتأثير ، والاغلبية ، والمستقبل ، والنهضة ، والبناء ، والتقدم ، والتطور، جميعها مرادافات لكلمة شباب.
تجارب الدول المتحضرة والمتقدمة ، علميا وقانونيا جاءت نتيجة تماهيها مع هذه المفاهيم ، ضمن استراتيجية حديثة مدروسية مبنية على دراسة علمية محكمة ومقترنة بشروط واوقات وازمنة واماكن وخبراء لتنفيذها، والانخراط بسوق العمل بمعرفة وثقافة وادراك لاهمية النهضة والتغير والتطوير.
يستوجب هذا الامر ان تعيد المؤسسات الشبابية والتعليمة والتربوية الحكومية والاحزاب العاملة مع الشباب والناظرة لقدرات الشباب من قطاع خاص لتمويل مشروعات وبرامج شبابية وطنية هادفة ،والنظر بجميع استراتيجياتها ومنهاجها ونظرتها للشباب، لتعمل على صياغة استراتيجية ورؤية مبنية على مفاهيم وقواعد اساسية تنطلق من عالم الشباب ، وامالهم وتصوراتهم وطموحاتهم اخذين ، بالاعتبار ان العالم اليوم تغير كثيرا عما سبق في تعامله مع مستقبل الشباب، واعادة النظر بمنهجية التعامل مع الشباب ومعسكراتهم وتخيمهم وتمحيصها ان كانت ناجعة ام لأ ؟