مقابلة الملك التحديات وصناعة الأمل
د.مهند مبيضين
14-01-2020 01:15 AM
أجملَ جلالة الملك عبدالله الثاني تحديات الأردن في مقابلته مع قناة فرانس 24 التي بثت أمس، وهي تحديات جيوسياسية، متعلقة بالصراع في الإقليم، وفي السياسات الغربية وصراع المنطقة، والتحديات الداخلية للأردن.
ولم يخفِ الملك حقيقة علاقات الأردن التي انتقلت من صفة البرود إلى «التوقف المؤقت» مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لما صرح به الملك في المقابلة وشدد فيها على أن السلام الأردني الإسرائيلي الذي قررته معاهدة وادي عربة، هو خيار استراتيجي ولكن حكومة اسرائيل وخطابها الانتخابي يسير بالمنطقة إلى اتجاه غير مسبوق سيولد عدم الاستقرار.
هذه التصريحات التي تصدر عن أعلى مرجعية أردنية، سبقها تصريحات مزعجة للأردن من قبل السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي وصف الوجود الأردني في الضفة الغربية عام 1948 و1967 بالاحتلال مدعيا انها أرض تابعة لسيادة كيان الاحتلال الاسرائيلي.
ولعل من أهم ما قاله الملك عبدالله في مقابلته هو تأكيده على أن لا اتفاق ولا اطلاع أردنيا على مضمون صفقة القرن حيث اشار في اجابته على سؤال صفقة القرن «نحن بانتظار الفريق للكشف عن الخطة، وبالتالي أمامنا جميعا منطقة رمادية، لأننا إن لم نعرف محتوى الخطة.»
لقد لخص الملك تحديات الأردن في الأمن والاقتصاد وفرص العمل، وعبء اللجوء السوري، ومهددات السلام ونقل المعركة من جديد باتجاه كيان الاحتلال، حيث أظهر عقم السياسيات الاسرائيلية وعدم مساهمتها في بناء المستقبل، بالإضافة إلى توكيده على انعدام اطلاع الأردن على مشروع صفقة القرن.
ولم يوصد الملك الباب في الرد على أسئلة القناة بشأن إيران، بل عاد وأكد مقولته بالهلال الإيراني وتمدد إيران في المنطقة، وجعل من قرار تصفية قاسم سليماني قرارا أميركياً، وان المنطقة دفعت ضريبة الصراع، كما أنه اشار إلى أن التدخل التركي في ليبيا قد يثر المزيد من الارتباك، وأن هناك عددا من المقاتلين في إدلب انتقلوا إلى ليبيا.
هذا الاطلاع للملك عبدالله الثاني على ملفات الإقليم، والحديث بوضوح عن أهم الملفات، لا يسمح بأي تأويل للرؤية الوطنية الأردنية تجاه ما يجري، فالملك غير متفائل بالمستقبل إذا بقيت سياسات دولة العدو على ما هي عليه، والحديث عن نقل مقاتلين أجانب من إدلب إلى ليبيا هو أمر خطير لم يخفِهِ جلالة الملك.
ختاماً، إن معادلة الأردن الداخلية الخاصة، هي التي كشفها الملك بجردة حساب تحديات الراهن والمستقبل، والتي جعل عنوانها صناعة الأمل للشباب والحياة الأفضل للأردنيين وهو الهمّ الأكبر بالنسبة لجلالته.
(الدستور)