حرب أكتوبر في الإعلام العالمي
أمل محي الدين الكردي
14-01-2020 12:57 AM
إعلان المركز الصحفي الإسرائيلي في اليوم الرابع من حرب اكتوبر عام 1973م عن اعتزام الجنرال (موشيه ديان)وزير الدفاع الاسرائيلي بإلقاء بيان هام من مساء هذا اليوم عن احداث الحرب وإن البيان سيذاع في التلفزيون الاسرائيلي.
اجتمع ممثلي الصحف ووكالات الأنباء في المركز الصحفي في تل ابيب وحجزت خطوط التلكس في ذلك الوقت التي تربط اسرائيل في جميع انحاء العالم.
وفي الموعد المحدد وبعد ترقب متوتر من الجميع دخل الجنرال الذي عين في اليوم السابق مسؤلا عن الاعلام والقى خطاباً متفائلاً أعد بعناية عن الموقف على الجبهات وختمه بقوله (إن الجيش الارائيلي في وضع صعب).وأصيب مئات الآلاف من مشاهدي التلفزيون الاسرائيلي بصدمة ودهشة ولكنهم انتظروا بقلوب مفعمة بالأمل حديث الجنرال ديان الذي خيب آمالهم والقى حديثه في اللحظات الاخيرة .
كان بيان ديان يتحدث عن انهيار خطوط الجيش الاسرائيلي واضطراره للانسحاب من جبهة القناة ومرتفعات الجولان تحت ضغط قوات المصريين والسوريين وان على الشعب الاسرائيلي أن يواجه ايام حالكة السواد ولكن الحكومة الاسرائيلية وعلى رأسها جولد مائير أمرت بعدم اذاعة هذا البيان وأن تخفي الحقيقة عن الشعب والعالم وأن يستمر تزييف الحقائق عن الشعب والعالم وتشويش الحقائق ونشر المعلومات الكاذبة والتي تتضمن العبارات الحماسية الجوفاء مثل سنكسر عظامهم ،سنردهم الى جحورهم ،لقد جاؤا الينا بأنفسهم.
وكان أبلغ ما جاء عن تضليل وزيف الاعلام الاسرائيلي خلال الحرب ما جاء في كتاب التقصير الذي اشترك في تأليفه سته من أبرز الصحفيين والمراسلين عقب الحرب مباشرة قولهم :إن أخطر تقصيرات حرب اكتوبر بالنسبة لإسرائيل هو الحقيقة القائلة أن قيادة اسرائيل السياسية والعسكرية فقدت لدى اندلاع الحرب الثقة التي كان الشعب يكنها لها وكان افدح أخطائها هو خوف تلك القيادة من عدم تحمل الشعب الأنباء المؤلمة عن الفشل والهزيمة ومحاولات التغطية على المسؤولية الشخصية لبعض القادة عن الهزيمة واستمرت سياسة التشويه على الحقيقة والواقع.
فمثلاً لم يعرف الاسرائيلين بسقوط موقع جبل الشيخ وكانت البيانات التي تنشر عن الصحفيين الستة بتوجيه الرأي العام هناك. ونسيت الحكومة الاسرائيلية تلك الدولة الصغيرة ان لكل عائلة ممثل في وفي احياء كاملة تعيش كعائلة واحدة وتنتقل المعلومات بسرعة البرق داخلها ويستحيل اخفاء الحقائق ومع تخبط الاعلام الاسرائيلي تولدت أزمة الثقة في القيادة وخيم على اسرائيل جو الكآبة واليأس واصابت اسرائيل ازمة اجتماعية ونفسية لم تكن من قبل بهذا العمق نتيجة اكتشاف الشعب حقيقة الوهم التي كانت تصوره لهم أجهزة الدعاية الاسرائيلية وقد عبر عن ذلك احد الجنود بعد عودته من المعركة على خط القتال بقوله ان الموت مسموح عندنا أما معرفة الحقيقة فإنها محظورة هكذا كان الخط الاعلامي الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر وعلى الجانب الآخر من الصورة وفي مصر وفي اليوم الثالث من الحرب لخص الدكتور محمد عبد القادر حاتم في حديث اذيع من راديو صوت العرب سياسة الاعلام المصري بقوله :نعتمد في سياستنا الإعلامية على المبادئ التالية:
1- تقديم الحقائق للشعب والعالم بأسره برزانة وموضوعية
2- انتهاج اسلوب هدفه تقديم الحقائق بعيدا عن الانفعال
3- الامتناع عن المبالغات والمغالاة في تقدير قواتنا وانتصاراتنا وكذلك الامتناع عن الاستخفاف بقوة العدو
4- الالتزام بالمحافظة على مبدأ الإيحاء بالأعمال وليس بالكلام.
ولخص كتاب حرب اكتوبر في الاعلام الخارجي والذي يعد وثيقة من وثائق حرب اكتوبر يوضح حقيقة اساليب الدعاية والاعلام الاسرائيلي التي تعتمد على طمس الحقائق التي ضلوا يكابدونها وكما يبرز هذا الكتاب اثر وقوة الدعاية الاسرائلية في الثأتير على مسار واتجاهات الاعلام وخاصة في الدول الغربية وهذا الكتاب الذي نشر في القاهرة عام 1975م للدكتور حمدي الطاهري الذي كتب في بداية مقدمة كتابه هذا لكي اتحدث عن حرب اكتوبر فلا بد من العودة الى الوراء العودة إلى ثورة 23 يوليو.
وختم وجدت نفسي غارقاً في كل شيء كمدني فرض عليه أن يكون عسكرياً تفاعلت بعاطفتي مع كل خبر تفاعلت بعاطفتي مع كل ما نشر ترد من وكالة أنبا ء سيطرعلي الفرح والخوف.
وبعد قراءة الكتاب وتعمقي به أن المكان للقوي ولا مكان للضعفاء بيننا والحق لا يستجدي ولكنه يفرض نفسه بالقوة العسكرية والسياسية والاقتصادية ونحن كعرب وحدة واحدة لدينا كل هذا وعلينا ان نحسن استعمالها بصفاء النية فلا شيء اغلى من الوطن وكرامته ونحن من المحيط الى الخليج وطن واحد كرامة كل واحد منا من كرامة الاخر فالكرامة لا تتجزأ..فليس هناك شيئاً يعوض او يعادل النصر .