هل كان اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حدثا عابرا بالنسبة لوسائل الاعلام الرسمية الاردنية ام ان توجيهات كانت قد وصلت بمحاولة عدم تغطية هذا الحدث العالمي الذي كان خبرا رئيسيا لجميع وسائل الاعلام العالمية حتى في جزر هاييتي وبورتريكو على حدادا اربعة أيام وكل وسائل الاعلام في العالم بثت اخبارا عن عملية اعدام صدام حسين لان الحدث يستحق مثل هذه التغطية الا وسائل اعلامنا الرسمية التي مرت على الحدث مرور الكرام وكأنه يحدث في كوكب اخر وليس في العراق الجار والشقيق الذي تربطنا به روابط الديموغرافيا والجغرافيا وكل ما يؤثر فيه يؤثر فينا وكل ما يؤثر عليه يؤثر علينا... فهل اصدق ان الزملاء المنيين والمحترفين سواء في التلفزيون أو في وكالة الانباء الاردنية قد فاتتهم تغطية هذا الحدث الهام ولم يبث عنه سوى خبر قصير هنا او هناك ام أن التعليمات ممن لا اعرف كانت هي التي منعت عملية القيام بتغطية الحدث بما يستحق. اعدام صدام حسين لم ولن يكون حدثا عابرا ولم يحدث على كوكب بلوتو حتى لا تتمكن اجهزة البث الرسمية من التقاطه وبثه عبر فضائياتنا المحلية ووكالة انبائنا الرسمية والتي افتقد خبرها عبر الايام الاربعة الماضية ببث خبر صغير عن اعدام صدام ولكن عن الموقف المصري الذي يأسف لعملية الاعدام صباح اليوم الاول من عيد الاضحى... حتى خبر الاعدام الذي بثه .. حتى الموقف الرسمي الاردني من عملية الاعدام لم يتم بثه عبر وكالة الانباء رغم ان الجزيرة وفي شريطها الاخباري قالت ان الاردن يتمنى ان لا يكون الاعدام ذا تأثير سلبي على الاوضاع في العراق هذا هو الخبر الوحيد الذي تم بثه عبر الوكالة خلال الاربعة ايام الماضية. وبدلا من ذلك تم بث خبر عن هزة أرضية ضربت اليمن، وعن السنيورة وبرنامجه الاصلاحي وعن اعتقال قوات الاحتلال لثلاثة صيادين وعن اختطاف صحفي في غزة وعن كعكة الرز التي قتلت رجلين يابانيين في اول العام... اما في التلفزيون الاردني فان برنامج غنائي يبث مباشرة كان عدد من المراقبين يحاولون التعبير عن مشاعرهم حول عملية الاعدام فتم اغلاق الهاتف بوجوههم مباشرة... انا لا ألوم الزملاء في التلفزيون وفي وكالة الانباء الاردنية لأنني اعرف مهنيتهم جيدا وانهم قادرون على العمل الصحفي المميز ولكن لا اعرف من هو ذلك الذكي الذي يحدد ويطبخ السياسة الاعلامية لمؤسسات الاعلام الرسمية وبالذات في الاحداث الهامة مثل اعدام صدام حسين.