الاراضي العربية ملعب و مرتع
المحامي معاذ وليد ابو دلو
13-01-2020 01:30 PM
ما نشاهده اليوم من استباحة لاراضي الدول العربية يشعرنا ليس بالقلق فقط وانماء بحالة اليائس من الضعف والوهن الذي وصلنا اليه في الوطن العربي.
فسوريا مستباحة الارض والجو ، فالاتراك يحتلون الشمال السوري ويقومون بالعمليات العسكرية دون حسيب او رقيب ،والايرانين واذرعهم في سوريا يتعاملون معها كأنها اراضي لهم ويقتلون ويعتقلون ويسفكون الدماء ،وروسيا تعاملها كدولة محتلة عسكريا واقتصاديا وهذا يتضح من مؤشرات عديدة منها،القواعد العسكرية الممتدة فيها ،والاتفاقيات الاقتصادية والتي هي لمصلحة روسيا ،و زيارات الرئيس الروسي للاراضي السوريا وكانه يزور اراضي تابعة لروسيا ،هذا بالاضافة لقوات التحالف العالمية ،والتي تشن هجمات وغارات لا نعلم ضد من أو على من .
ولو توجهنا للعراق نرى بان امريكا قد سيطرت عسكريا على العراق من خلال قواعدها ،وقواتها المنتشرة في الاراضي العراقية ،اما ايران والتي تريد ان تعيد مجد فارس فهي بالفعل تسرح وتمرح وهي المحتل الفعلي للعراق سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياُ وهذا واضح للجميع ،وهي تعتمد بذلك على القرب الديني والتاريخي ،علما ان الشعب العراقي لايرغب بهذا الامر واتضح ذلك من خلال المظاهرات و الحراكات التي خرجت للشارع والتي تطالب ،بتغيير النهج السياسي المرتبط بايران وقياداتها ،ولكن النظام العراقي والقيادات السياسية ترتبط ارتباط وثيقا مع ايران .
لن اتحدث عن ما يحدث على الاراضي اليمنية والليبية ،حيث يتضح استباحة الاراضي العربية ودخول قوى اجنبية عديدة.
للاسف واقعنا اصبح مرير والامة العربية ممزقة ،وكل نظام يبحث عن ضامن وحامي له كونه ليس من رحم الشارع والشعوب غير راضية عنه ،والاغلبية لا ترغب بحكمه وهذا الذي اوصلنا الى ما نحن عليه من خلال التفرد بالسلطة واستخدام القمع ،وتفشي الفساد ،اعتقد ان لعبة الامم ،اصبحت واضحة فايران ترغب بالتمدد والسيطرة على الشرق العربي ، وتركيا ترغب باعادة امجاد الدولة العثمانية ، والحرب الباردة بين امريكا وروسيا تجددت مع الحصول على مكاسب اكبر من السابق.
اتمنى ان نستفيق من هذه الغفلة وان نبتعد عن هذا التفكك ،وان نجتمع فنحن امة واحدة فرقتنا حدود الاستعمار ،وللاسف نزداد تفرقا كل يوم ، ويزداد طمع الغريب بنا ،امة اللغة الواحدة والجغرافيا والدم ،ارجو ان تنهض هذه الامة وان نبتعد عن صغائر الامور التي تزيد فرقتنا وان نقف صف واحداً حتى لا ياتي ذلك اليوم القريب الذي تقول به كل دولة اكلت يوم اكلت فلسطين علما اننا نعيش هذا اليوم الان!