facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




اليوم العربي لمحو الأمية


د. عزت جرادات
12-01-2020 10:26 AM

* تحتفل الدول العربية في الثامن من كانون الثاني (8/1) من كل عام ب (اليوم العربي لمحو الأمية) الذي اقرّته جامعة الدول العربية عام (1970) وأنشأت: (الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار)، فقد كانت نسبة الأمية في العالم العربي آنذاك تزيد على (70%) وكانت هذه النسبة تمثل (50) خمسين مليون (أمي عربي)، مقارنة بالمعدل العالمي (37%) ويمثل ذلك (757) مليون شخص أميّ في العالم.
* مازالت هذه المشكلة تؤرق العالم العربي، حيث تبلغ نسبة الأمية فيه (20%) إي من خمس السكان العرب يعانون من هذه المشكلة... وإذا ما تجاوزنا مفهوم (الأمية الأبجدية) والتي كانت بداية الجهود العالمية والعربية للوصول إلى التعريف المعاصر (لغير الأمي) بأنه:
(الشخص يعد غير أمّي عندما يستطيع، بفهمٍ، قراءة وكتابة عبارة قصيرة وبسيطة تتعلق بالحياة اليومية)
ويعني هذا المفهوم أن أصبح عدد الأميين في العالم العربي نحو (50) خمسين مليون (حسب تقديرات 2011)، ومما لا خلاف فيه أو عليه أن الأمية تكاد تكون مرادفة للتخلف ولها علاقة مباشرة بالفقر... فهي مؤشر على مستوى التخلف والفقر في المجتمعات العربية، وعجزها عن مواكبة معطيات العصر التكنولوجية والرقمية والمعرفية التي تتمتع بها المجتمعات الغربية وبعض أقطار شرق آسيا بنسبة (80%)، بينما لا تتجاوز بقية مناطق العالم من تحقيق ما يقارب (60%) من سكانها يتمتعون بتلك المعطيات، وتأتي المنطقة العربية في المرتبة قبل الأخيرة نظراً لارتفاع نسبة الأمية فيها.
*أن استمرار الأمية في العالم العربي، والتباطؤ في استئصالها يهدد مستقبل التنمية الشاملة، وبشكل خاص التنمية البشرية، حيث ينشأ جيل (الضياع العربي) الذي يواجه مشكلة الأمية من جهة، والحرمان من التمدرس، أو الالتحاق بالمدارس أو ببرامج التعليم غير النظامي من جهة أخرى، فتصبح مشكلة الأمية في العالم العربي مزدوجة: فقر التعلّم، والفقر البشري الذي ينتج عن استمرار الأمية، والضعف في توفير حزمة الخدمات الاجتماعية الجيدة التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والرعاية الأسرية، فتزداد الفجوة بين قدرة الإنسان العربي مقارنة بقدرة الإنسان في المجتمعات المتقدمة على مواكبة التطور التكنولوجي، فضلاً عن التطور الرقمي الذي يتحكم في الحياة المعاصرة، ويؤدي ذلك إلى ضحالة المجتمعات العربية، معرفياً وثقافياً وقرائياً، فثمة تقرير عالمي يشير إلى أن معدل القراءة للمواطن العربي لا يتعدى صفحة واحدة سنوياً، وأما المواطن الأوروبي على سبيل المقارنة، يقرأ (35) خمسة وثلاثين كتاباً في السنة، وفي العالم العربي يقرأ كل (80) ثمانين شخصاً كتاباً واحداً.
*لا شك في أن الظروف التي يمر بها العالم العربي، حيث عدم الاستقرار وغياب الأمن الشخصي في الأقطار الملتهبة منه، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، وحرمان أطفاله من التمدرس، وغياب الديموقراطية وحقوق الإنسان، ومن أهمها التعليم كل ذلك يزيد مشكلة الأمية تعقيداً... كما أن معاملة المشكلة على أنها مشكلة قطرية، تهم كل بلد عربي بمفرده وداخل حدوده، وغياب البرامج والعمل العربي المشترك، على الأقل في هذا المجال، استئصال الأمية، فأن النسبة الحالية للأمية في العالم العربي، وهي (20%) أو خمس سكانه ويقدر ذلك بسبعين (70) مليون أمي عربي، فأن النسبة مرشحة للارتفاع، كما أن عدد الأميين مرشح للزيادة خلال العقد القادم.
* لقد تمكن الأردن، الذي أدرك منذ البدء، أن التعليم هو أنجع السبل للارتقاء بالإنسان، وتمكينه من الإسهام بمسار التنمية الشاملة والتنمية البشرية بشكل خاص، تمكن من خفض نسبة الأمية فيه إلى (5%) حسب آخر تقرير للإحصاءات العامة، فثمة إرادة قيادية عليا، وطموح مجتمعي على الانتقال إلى مجتمع المعرفة الرقمية، والتنافسية العالمية، ونشرها لدى مختلف الفئات العمرية، ومختلف المستويات التعليمية والثقافية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :