في الوقت الذي تم فيه إطلاق حوالي ١٢ صاروخ باليستي من إيران، على القواعد الأمريكية في أربيل وقاعدة عين الأسد، استرعى العالم سقوط طائرة أوكرانية أثناء إقلاعها من مطار الخميني في العاصمة طهران، والتي كان على متنها ركاب إيرانيين وكنديين واوكرانيين وجنسيات أخرى، سارعت الحكومة الإيرانية إلى دعوة كل من أوكرانيا وكندا والسويد لمشاركتها في التحقيقات والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء سقوط تلك الطائرة، وما بين شد وجذب بين الطرف الإيراني والأطراف المرتبطة بالحادث للكشف عن الغموض وراء انفجار الطائرة.

ادلى الجانب الإيراني بتفاصيل عن حادثة السقوط، وأظهرت وجود خطأ بشرى من جانبها، واعترافها بذلك الخطأ، وعلى إثرها قررت كندا وأوكرانيا التعاون للكشف عن السبب الحقيقي وراء سقوط الطائرة، ومع مطالبات عديدة، لإيران بضرورة إعطاء كافة التفاصيل عن تلك الحادثة بكل وضوح وشفافية، أظهرت التصريحات الصحفية من قبل الجانب الإيراني، أن المسؤول عن إطلاق الصواريخ، اعتقاده بأن تكون الطائرة صاروخ كروز امريكي ، مما أدى إلى إتخاذ قرار باسقاطها، تفادياً لضربة أمريكية محتملة.

ومع تصاعد المطالبات الدولية، بخاصة من قبل أوكرانيا وكندا للإطلاع على محتوى الصندوق الاسود، دعى الطرف الإيراني تلك الجهات لمشاركتها في تحليل الصندوق الاسود، كما وطالبت فرنسا أيضا المشاركة في تلك التحقيقات باعتبار ان محرك الطائرة هو صناعة فرنسية، في حين أعلنت شركات الطيران الأوكرانية، عزمها تغيير خط سير رحلاتها الجوية، بعيدا عن الأجواء الإيرانية.

أن أزمة سقوط الطائرة الأوكرانية، أظهرت الحاجة إلى ضرورة التعاون الدولي في مجال التعرف على ملابسات سقوط الطائرة، بخاصة بعد التذبذب الواضح في التصريحات الإيرانية بشأن سبب تحطم الطائرة الأوكرانية، بالتزامن مع احتمالات كثيرة في أسباب سقوط الطائرة، أبرز بعض المختصين في الطيران المدني الأسباب المتوقعة لسقوط الطائرة:

١- تعرض الطائرة لإطلاق صاروخ مما أدى إلى انفجارها

٢-تعرض الطائرة لعمل إرهابي

٣-اصطدامها بجسم أو بطائرة أخرى

٤-تعرضها لعطل فني وهذا السبب الذي أورده الجانب الإيراني في البداية

ومع مطالبة الرئيس الأوكراني بعدم استباق التحقيقات، ستقوم مجموعة من الخبراء في كل من كندا وأوكرانيا وفرنسا، التوجه إلى إيران للمشاركة في التحقيقات عن سبب سقوط الطائرة الأوكرانية. لقد كشف سقوط الطائرة عن الارتباك والتخبط الذي تعيشه العلاقات الإيرانية الأمريكية المتوترة اصلا، فالحرب الخفية الغير معلنة بينهما، كانت من احد اهم الاسباب، وراء ماساة سقوط الطائرة، ومصرع كل من عليها ...

فالسوال الاهم: هل ستتعرض الملاحة الجوية في ايران، إلى عقبات او ربما لعقوبات كنتيجة لحادثة سقوط الطائرة الاوكرانية؟ وهل ستواجه إيران بمطالبات لتقديم اعتذار علني كما طالب الرئيس الاوكراني وتقديم تعويضات لاحقا لاسر الضحايا؟