لا احد يلتفت لـــ "حاجي" وهو يدعو في تحليلاته الاستراتيجية، لإخراج القواعد الأمريكية من دول الخليج ومن الأردن. هذه بضاعتهم التي باعوها في أسواق العرب مغلّفةً بالغواية والضلال.
يقول حاجي، إبّان إفصاحه لموقع روسيا اليوم، أن على الأردن ودولا أخرى، أن لا تبقي على أمريكي واحد في بلادها، فتعيدنا هذه الطرفة للتاريخ المسجل القريب، حيث تواطئت بلاده عبر وكلاءها مع أبناء العم سام في اغتيال الدولة العربية في العراق، وحيث وجدت الجيوش غفلة من الرعاة، لتزرع سفاحاً، نطفها كدرة في رحم الأرض العربية، فتأتي مسوخا من المتطرفين والإرهابيين والطائفيين والإنفصاليين، مثل داعش وأخواتها، سواء بصنعها أو بتوظيفها لخدمة مصالحها، باعتراف لرؤساء سابقين لأمريكا، لتكون هذه الفصائل رأس حربة ومخفرا متقدم، مثل كاسحة طائشة تمزق الأرض وتهيء الوقت والأمكنة لوأد المشروع العربي، فتتحول البلاد التي كان حلم الوحدة يعيش تحت أجنحتها القوية، إلى دول ذات امتداد عميق للطائفية قائمة على المحاصصة، فتنزع من شعبه فكرة القومية العربية، وتزرع مكانها نبات يعبق بالكراهة والمقت والنفور من تاريخٍ للعروبة أشرق ذات يوم فكرةً ومعتقداً ومبدأ.
نعم تعيدنا هذه الطرفة في الحديث، إلى تعاون خفي منيعٍ وثيق لا تسمح أطرافه بديمقراطيات حقيقية ممثلة، بوصفها نسمات تحمل الحياة وتسقط ورقة التوت عن عري التخلف والجهالة والإفتئات، وقد باتت ملفاته الخفية تخرج للملأ، وسط اتهامات بين رؤساء الولايات المتحدة يلصق كل واحد منهم بالآخر تناسل الجماعات المسلحة التي عاثت في نسيج العرب فسادا.
أوقفَ السيد حاجي، التاريخ، حذفَ منه فصولا مريرة من المؤامرة والكيد والمكر. استغفل الناس وما زالت صورة الدبابة على طرف الجسر ناحية الرصافة، تحكي كل يوم مسلسل هزيمة الفكرة العربية والمشروع العربي وقتما كانت تظللها غيمة الطائفية وخيمة الإقليمية، وتحفّها أهداف خبيثة تحكي ثارات الحروب وضَغينَة الإقتصاص.
على السيد حاجي ان يقرأ التاريخ جيدا. عليه في البدء أن لا يصدّر إخفاقه للأردن، ولا لبلدان أخرى، عليه أن يعيد تعلّم أبجدية السياسة، وحروف الحروب وقصائد الشهادة، وقبل ذلك وبعده، أن يجري مفاضلة سريعة، بين جيشين أحدهما كتب بالدم على أسوار القدس أسرار البطولة، وآخر لا يعرف من القدس سوى اسمها.