مستوطنون نتانياهو عبيد الحياة في جوار القنوط
المخرج فضل يانس
09-01-2020 12:01 PM
إنما المستوطنين الذين يحميهم جنود الاحتلال إنما هم عبيد الحياة وهي العبودية التي تجعل أيامهم مكتنفة بالذل والهوان ولياليهم مغمورة بالرعب والدموع وها قد يمر الزمن على ولادة المستوطنات والمستوطنين ولم أرى غير العبيد المستسلمين والسجناء المكبلين.
لقد جُبت مشارق الأرض ومغاربها وطفت في ظل الحياة ونورها وشاهدت مواكب الأمم ولكنني لم أر للآن غير رقاب مستوطنين منحنية تحت الأثقال وسواعد موثقة بالسلاسل ومستوطنين جاثيين أمام نتانياهو الصنم الذي جلبته الشياطين ونصبته فوق رابية من جماجم الشهداء.
أن أغرب ما لقيت من أنواع العبوديات وأشكالها في المستوطنين العبودية العمياء لنتانياهو وهي التي توثق حاضر المستوطنين بماضي أباءهم وتنيخ نفوسهم أمام تقاليد جدودهم وتجعلهم أجساداً جديدة لأرواح عتيقة وقبوراً مكلّسة لعظام بالية. فهناك مستوطنين يتميزون بالعبودية الصماء وهي التي تُكره الأفراد المستوطنين على اتباع مسَّارب محيطهم المحدود والتلون بألوانه والارتداء بملابس الخوف فيصبحون من الأصوات كرجع الصدى فهن الأجسام كالخيالات.
أن اغلب المستوطنين يتميزون بالعبودية العرجاء وهي وضع رقاب الأشداء الفلسطينيين تحت سيطرة الاحتلال وتسلم عزم الفلسطينيين الأقوياء إلى سجون الاحتلال وإلى اهواء الطامعين بالاحتلال أنها العبودية التي تهبط بأرواح الأطفال في المستوطنات من الفضاء المتسع إلى منازل الشقاء حيث تقيم حاجة المستوطن بجانب الغباوة ويقطن الذل في جوار القنوط فيشيبون تعساء ويعيشون مجرمين ويموتون مرذولين في المستوطنات ونتانياهو يبتاع الأشياء بغير اثمانها ويسمى الأمور بغير اسمائها فيدعو الاحتيال ذكاء والثرثرة معرفة والضعف ليناً فيحرك بالخوف ألسنة الضعفاء فيتكلمون بما لا يشعرون ويتظاهرون بما لا يضمرون ويصبحون بين أيدي المسكنة ثوب تطويه وتنشره. سكن روعك يا نتانياهو وأنظر إلى الشعوب والبشر فإنا بين عبيد الحياة مثلك بين قضبان القفص وما الفرق بيننا سوى حلم مزعج يجاور روحي ولكنه يخشى الاقتراب إليك. خفف عليك جأشك أيها المصغي بألف اذن إلى أنه الموت والعدم.
أنها مستوطناتك يا نتانياهو المغلفة بالصدأ مكسورة الحراب مغمورة بالتراب فلماذا تقفون في ساحة الحرب والقتال؟ وماذا ترجون من وقوفكم أمام وجه الشمس؟ ترتاحون بقرب الجهالة أيها المستوطنين لأن بيت الجهالة خال من مرأة تروق فيها وجوهكم فتبتسمون ومن جوانب افواهكم المبتسمة تنهرق السخرية مثلما يسيل سم الأفعى على جرح الملسوع فأنتم تغمرون مضاجعنا بأشواك مستعمراتكم وقيود العبودية تتمسك بأقدامكم واجنحة الموت أيها المستوطنين تصفق فوق رؤوسكم.
وهل تلفظتم بكلمة من سفر الحق منذ قبلّت افواه الأفاعي افواهكم؟