تسريبات وبالونات اختبار عن كونفدرالية ثلاثية!
د. محمد ناجي عمايرة
20-12-2009 03:31 AM
ثمة معلومات غير مؤكدة تبث بين الحين والآخر، لا لأنها افكار او مشاريع مطروحة للبحث، ولكن بوصفها بالونات اختبار للنوايا والآراء والمواقف السياسية المستقبلية.
آخر هذه البالونات ما اشارت اليه صحيفة القدس العربي والدولي اللندنية امس الاول من ان الاستخبارات الاميركية استمزجت شخصيات سياسية واقتصادية اردنية وفلسطينية و(اسرائيلية) حول اقامة كونفدرالية ثلاثية تجمع المملكة الاردنية الهاشمية والدولة الفلسطينية المنتظرة والكيان الاسرائيلي!! وتسمى كونفدرالية الاراضي المقدسة!!.
ومثل هذه التسريبات باتت معروفة وقد جرى اختبارها من قبل لكنها قوبلت بالرفض، فلماذا يجري بعثها الآن، وتعمل الجهات الاميركية على احياء افكار عفا عليها الزمن؟! فالمعروف ان مثل هذه المقترحات ظهرت على السطح بعد اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل ثم بعد المعاهدة الاردنية ؟ الاسرائيلية (اتفاقية وادي عربة) وكذلك في اعقاب اتفاقيات اوسلو بين الفلسطينيين (منظمة التحرير) والاسرائيليين التي قادت الى وجود السلطة الوطنية الفلسطينية.
الافكار الجديدة غير القابلة للحياة تضعها الجهات التي سربتها في اطار الحل الشامل للقضية الفلسطينية، وتفترض قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها في رام الله، بينما تسمى الوثيقة التي تقول صحيفة (القدس العربي) انها عرضت على شخصيات من الاطراف الثلاثة، تسمى تل ابيب عاصمة لدولة اسرائيل، في حين ان العاصمة الاردنية هي عمان، وهذا يجعل التفكير في مستقبل القدس مظلة لقيام كونفدرالية (ثلاثية) تكون القدس الموحدة عاصمة لها، دون ان تبين الوثيقة طبيعة الاتحاد الكونفدرالي هذا، ولا شروطه ولا صلاحياته!! والوثيقة كما اشرنا منسوبة الى فرع الدراسات السياسية في وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي.آي. إيه) وهذا الفرع طالما سرب افكارا مماثلة لم يكن مصير اكثرها الا النسيان.
غير ان الاهتمام بهذه التسريبات لا يعني الموافقة عليها، كما ان اهمالها دون توضيح مواقف الاطراف المعنية منها، يشجع واضعيها على المضي فيها او تثبيتها في الاذهان! والاسئلة المطروحة الآن هي:.
- هل هناك حل حقيقي وجاهز للقضية الفلسطينية؟ - واذا كان هذا الحل موجودا فهل يتضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 قبل الاحتلال؟ وكيف؟.
- وماذا عن اللاجئين وحق العودة والتعويض والمياه والحدود؟!! - ما هي مصلحة كل من الاردن وفلسطين في مثل هذه الكونفدرالية؟!.
- الى أي مدى يمكن للكونفدرالية المزعومة استيعاب تبعات ما يسمى بقضايا الحل النهائي التي اشرنا اليها. واين سيكون توطين اللاجئين.. وكيف وعلى اية اسس؟.
- كيفية تعامل الكونفدرالية مع الاطراف العربية الاخرى التي لا علاقات سياسية ولا اعتراف بينها وبين اسرائيل!!.
- كيف سيكون الحل الشامل الذي يرضي جميع الاطراف ويكفل قيام الدولة الفلسطينية؟! في ظرف تبدو فيه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة اقل انشغالا بأي جهد يمكن ان يؤدي الى السلام، وهي تواصل عمليات الاستيطان وترسيخ جدار العزل العنصري وحصار قطاع غزة، وطمس الهوية الفلسطينية فيما تواصل تهديداتها للمنطقة، وتناوش ايران بدعوى امتلاك سلاح نووي تمتلك الدولة العبرية مثله منذ عدة عقود دون رقيب او حسيب!!.
وهي اسئلة تجر مئات من الاسئلة الاخرى!.
mohamayreh@hotmail.com
الرأي