كنتُ"أبعبش" في مجموعات الصور القديمة لدي بحثا عن صورة ما ، فعثرتُ على اول صورة جمعتني بدولة طاهر المصري في بيته ، اوخر عام 89 . اي في بدايات عملي الصحفي ب"الدستور"التي لم اعمل في غيرها ، واسترجعت "معرفتي"المبكرة بالرجل الذي اصبح"صديقي"او بمعنى ادق الذي"تورط"في معرفتي وصار عليه ان يتلقى مكالماتي"كل ما دق الكوز بالجرة" ، وما اكثر" ما دق الكوز بالجرة ".
بعد عشرين عاما ، اتذكر بساطة الرجل وتواضعه الذي يجعلني اخجل منه ، وهوما يحدث مع غيري من الكائنات التي تلتف حول صاحب اجمل ابتسامة"دبلوماسية"، ولعله من السياسيين النادرين الذين يبتسمون في معظم الاحيان. رغم جديته وصرامته ، وقد شهدتّ مرة"عصبيته"عليّ وكدتّ اهرب من امامه.
لا اكتب عنه لأنه اصبح رئيسا لمجلس الاعيان ، فقد كان من قبل رئيسا للوزراء ، ولم يتغير وكنا نستغرب حرصه على الجلوس في الصفوف الخلفية في الندوات والمؤتمرات وتحديدا بين الاعلاميين ، وكنا نقول له : مش معقول دولتك. فيرد بعنف : بلا دولتك اتركوني براحتي.
" طاهر المصري او"ابو نشأت"سياسي من الطراز الرفيع تماما كما انه"نابلسي" اصيل. دائما يفكر بهموم امته والوطن العربي ، مع اهتمامه بالهم الوطني . ومثل كل"النابلسيين"مزاجه دايما رايق. ولم يبدل عاداته حيث يصحو في السادسة وصباحا ليتابع الاخبار من المذياع المجاور لسريره. وبالتأكيد يتناول قهوته ويتناول افطاره قبل ان يذهب الى عمله.
اما الصحف فعادة ما يطالعها مساء. ولا ادري ان كان سيتغير الوضع بعد ان اصبح رئيسا لمجلس الاعيان.
ومن نافلة القول ان اذكر انه"الوحيد"الذي كتب لي"مقدمة"كتاب كان عن"التاريخ الشفوي للاردن وفلسطين"، واظنه لم يكررها مع سواي. ولم افعلها انا مع سواه.
صديقي"ابو نشأت".. آسف ، فقد"بعبشتُ"في جوانب من شخصيتك.
ونهارك سعيد ،
talatshanaah@yahoo.com
الدستور