facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإسلام والمسلمون، والعرب والعروبة


شحاده أبو بقر
07-01-2020 08:49 AM

لم يكرم " الله " خالق الكون سبحانه وتعالى أمة من خلقه ، كما أكرم العرب ، فقد جعل بلادهم مهبط الوحي وأرض الرسالات ، وجعل رسالته الموجهة إلى خلقه كافة ، هي " الإسلام " ، وأول كلمة فيها هي قوله تعالى لنبيه المرسل رحمة للخلق ، " إقرأ " ، أي تعلم كي تعلم ، ثم عززها سبحانه في محكم كتابه الكريم بقوله " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " .

وزاد جل في علاه ، أن أنعم على العرب أهل الرسالة بأن إختزن في باطن وظاهر بلادهم ، أول وأهم مصدر للطاقة المحركة للحياة بمجموعها ، وهي النفط إلى غير ذلك من خيرات يصعب حصرها ، وكأنه تعالى أراد للعرب التحكم بقدرات العالمين كافة على الحركة والعمل والإنتاج وإعمار الأرض ! .

ولكن ، نعم ولكن ، كيف هو حال العرب والمسلمين اليوم ، هل هم سادة وفقا لمبدأ الأصطفاء الرباني ، أم هم أهل حضارة سادت ثم بادت أو هي أوشكت ؟ ، الجواب ، لا يحتمل مجرد الجواب ، فالحال الماثل اليوم ، يقتضي وللإنصاف ، التفريق بين الإسلام والمسلمين ، والعرب والعروبة ، تماما كالتفريق في فهم الدلالة والمعنى بين الطب والأطباء ، أو الهندسة والمهندسين ، أو القانون والمحامين ، أي المهنة والمشتغلين بها .

الطب كمهنة وعلى سبيل المثال ليس إلا ، مهنة إنسانية راقية وعظيمة ، لكن الأطباء ليسوا جميعا ملائكة رحمة ، فهناك طبيب ماهر راق مخلص ناجح ، وهناك من هو أقل مواصفات ونجاحا ، وكذا هو الأمر بالنسبة لكل حرفة ومهنة وعمل ، وذات الأمر ينسحب مع فارق التشبيه ، على العربي والعروبة ، وعلى الإسلام والمسلمين كذلك .

الأسلام العظيم هو دين الله للبشرية كافة ، وهو رسالة سماوية عظمى مكتملة الأركان بإرادة الله سبحانه ، أما المسلمون ، ولا نعمم ، فالحال مختلف تماما ، إذ منهم من يفهم الإسلام كما يريد ويعتقد هو ، وليس كما أراده الله جل جلاله ، ومن هنا والحديث يتشعب ويطول ويدخل دائرة الجدل غير المجدي ، تأتي الإساءة لهذا الدين العظيم من بعض أتباعه الذين يسعد بتصرفاتهم ، أعداء هذا الدين .

وكذلك الأمر نسبة للعروبة والعرب ، فالعروبة مصطفاة بإرادة الله جل وعلا ، ومخزونها التاريخي الحضاري من القيم العظمى والمبادىء السامية والمثل العليا ، ليس كمثله مخزون على وجه الأرض ، لكن العرب ولا نعمم كذلك ، أمر آخر مختلف ، فلقد تخلوا طوعا لا كرها ، عن حضارتهم العظيمة وتاريخهم المشرف وكثير من قيمهم الجليلة ومبادئهم السامية ، وما عادوا سادة أبدا برغم إمتلاكهم لسائر مقومات السيادة ، وإنما باتوا أتباعا مقلدين ، فلا هم صانوا واقعهم وقديمهم على عظمته ، ولا هم حتى أجادوا التقليد كما يفترض ، وغدوا بالتالي ، بلا " هوية " ، وبلا حضارة وبلا تاريخ وبلا حتى إرادة ، لا بل باتوا نهبا لهمل الكوكب وطامعيه وطامعيه .

هذا هو حال العرب والمسلمين اليوم في الأعم الأغلب ، فوضى تغلفها فوضى ، ذل وهوان على الناس ، ومع ذلك لا يتورع بعضهم بالحديث عن سيادة وإرادة وقرار مستقل .

العرب اليوم في المجمل شيء ، والعروبة شيء آخر ، والإسلام شيء ، والمسلمون في الغالب شيء آخر ، فالإسلام اليوم مظلوم ، والعروبة اليوم كذلك مظلومة ، وظالموهما ، هم العرب والمسلمون قبل وأكثر من سواهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهو سبحانه من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :