ايران إلى أين ستتجه؟د. عدنان سعد الزعبي
06-01-2020 06:51 PM
من الطبيعي ان ترفع ايران مستوى التهديد والوعيد وان تلوح بانتقام مدوي , وأن تملأ الفضاء بالتكهنات الانتقامية وكأنها سترد لامريكيا الصاع صاعين، وستلقنها درسا صعبا وقاسيا لن تنساه , فايران تريد ان تزلزل الراي العام العالمي وترسم صورة مهيبة لواقع الانتقام لتحركة وتخيفه من عواقب ما زالت مجهولة , تدفعه للبحث عن حلول لتفاديه وتضمن عدم حدوثه . العقلاء في ايران يدركون تماما ان استغل حادثة سليمان ومقتله فرصة مهمة لتخليص ايران من واقع الحصار الذي اتى على الاخضر واليابس , وان تضحيات سليماني وذكراه لن تكون باهم من المصالح العليا لايران الذي بدا يشهد انهيارا في وضعه الداخلي وتصدعا في اركان النظام وتبعثرا في قواه . فايران ستبذل جل جهدها لتصعيد المواقف وتحريك القوى العالمية من اجل البحث مع الولايات المتحدة عن حلول تقي العالم من نتائج حرب اثرت على الامن والاستقرار العالمي وعلى اقتصاده وامنه وبرعم حروب وتوترات وضعت العالم على حافة الهاوية . بهذه الصورة ستحاول ايران ان ترسم استراتيجيتها , فانهاء الحصار واعادة النظر بالاتفاق النووي واعادة ضبط الجبهة الداخلية والسيطرة عليها استراتيجية ايرانية طويلة الامد لن تتنازل عنها ولن يغيرها موت سليماني الذي عتبروه الايرانيين من افضل الادوات الذين ساهموا في تنفيذ استراتيجيتها . فرصة ايران هذه الايام بذل جهودا جبارة لاقناع العالم بان ردها قادم وانه على غير المتوقع وانها باذرعها في المنطقة لن تقبل الا بعملية تكون بحجم خسارتها للسليماني . فايران تعرف وتدرك انها ليس بمقدور توجيه الضربة العسكرية لأمريكيا في اي من قواعدها ال51 , وليس بمقدورها ايضا تحمل ضربة امريكية ساحقة على منشأتها الاستراتيجية والتي حددها ترامب ب52 منشأة , وهي حالة ينتظرها ترامب بفارغ الصبر لاغراض انتخابية بعدما ما شهدت شعبيته انخفاظا قاتلا في الانتخابات القادمة . الايرانيون يطروحون بدائل كثيرة في مسالة الانتقام منها مباشرة او غير مباشرة . مع علمها انها لا تستطيع مواجهة مباشرة مع القوة الامريكية لنجد تفكيرها ينحصر بالحديث عن جغرافيا خليج باب المندب ويلوح على مضيق هرمز و يتحدث عن منطقة الخليج والمناطق الحيوية الاقتصادية النفطية االخليجية التي تعتبر الاساءة اليها ضربة ضد امريكيا في حين تؤشر التلميحات الى ضرب اسرائيل وفي عمق الاراضي المحتلة وهل التنفيذ سيكون عاجلا او سيكون آجلا . فالخيارات التي تطرح على الساحات الاعلامية والسياسية خيارات عديدة واحتمالاتها قائمة , ولكن السؤال المطروح , هل ستكون حقيقية ام تصعيد اعلامي لاغراض سياسة ؟ , ستقايض فيه ايران وتستخدم ذلك لتحريك اروبا نحو صفقة تسوية مع الامريكان خاصة وان ايدارة ترامب على وشك الرحيل . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة