نكش مقالي عن الفيس بوك مخ أخي عاقل الخوالدة من مديرية ثقافة المفرق ، فاجترح كلمات ساخرة ، صور فيها فيس بوك موازيا للفيس بوك المعروف ، الذي اجتاح جميع الطرق والملتقيات السالفة للتعارف ، وبطبيعة الحال -كما يقول - فإن في الأرياف أسلوبا آخر للتعارف وزيادة حجم التلاقي خارج حدود العلاقات الاجتماعية العامة المبنية على الجوار او القرابة او المصاهرة ، ففي (القرايا) تعتبر الأعراس والعزيات أو المآتم اوسع كتب التلاقي والتعارف...
وعن الأجهزة والادوات المستعملة في فيس بوك القرايا يقول الأخ عاقل: يفترض على من اراد الدخول الى فيس بوك القرايا ان يكون مميزا في الشكل ، مثلا يرتدي بدلة "رسمي" وطبعا بربطة عنق عريضة ، ويجب عليه ان يحسب حسابه بأخذ (شلة تهوية) تقوم بـ (تلميع) المشترك الجديد وتشهد له بأنه صادق كلما (خرط) قصة جديدة وبذلك يحصل على اكبر عدد من الأصدقاء وطالبي التعارف بغض النظر عن المهنة التي تبقى مجهولة حتى نهاية حلقة التعارف.
المصيبة الكبيرة -يضيف - اذا كنت في احد (بيوت التعزية) ودخل عدد كبير من المشتركين الجدد في فيس بوك القرايا واردت ان تتعرف على احدهم فإنك تحتار من اين تبدأ وأين تنتهي ، ولا يزال العدد في تزايد في كل مناسبة في القرايا ، يختلف الفيس بوك القروي عن فيس بوك الانترنت بانه موسمي فلا يمكن التعارف الا في عرس او حفل زفاف وبغض النظر عن العريس او المتوفى فإن المتعارفين الجدد يخوضون في مواضيع الحياة جميعها ، ويرتفع صوتهم وقد يتشاجرون بعد أيام حول الإنتخابات القادمة ، ولكن لا يأتون على ذكر العريس او المتوفى الذي تعارفوا بجرته (بسببه) لكن له الأجر اذا تحول فيس بوك القرايا لحل المشكلات الداخلية في المجتمع وليس لهدمه والذهاب به الى غيابة الجب،
لهم فيس بوكهم ولنا فيس بوكنا ، ويكفي أخي عاقل أن الفيس بوك خاصتهم مليء بالفحش والانفلات ويحتاج إلى مصاف ومحطات تنقية ، تفوق قدرة محطة الخربة السمرا بمراحل ، لتنقيته مما فيه من خبث متلاطم ، أما فيس بوك القرايا خاصتنا ، فهو على ما فيه من "خبث" فطري بريء حد السذاجة ، ولم تزل فيه رائحة الحطب وخبز الصاج والعلاقات الإجتماعية الحميمة ، رغم ما داخلها من تنافس "شريف" للفوز بنمرة سيارة حمراء ، أو لقب عطوفة أو معالي ، أو حتى سعادة،
hilmias@gmail.com
الدستور