قط الأسوار الذي إلتقاني على سلم البيت ولامس طرف ذيله المبلول فرو حذائي الشتوي، يعرف أني لن أضربه على قفاه كما يفعل الغرباء أبناء الغرباء.
هو في طريقه نازلا صوب مشهده الخاص، وأنا في طريقي صاعدا صوب مشهدي العام.
الطائرة الورقية المشغولة بإعداد أمتعة الرحلة القصيرة وقد حك قوس جنحها ذي الضفور خشب ذراعي المكسور عند سلم البيت، تعرف بأني لن أودعها كما يفعل المهاجرون أبناء المهاجرون.
هي في طريقها الآن صوب مشهدها الطفولي، وأنا في طريقي الآن صوب مشهدي اللغوي.
حمار القبيلة الذي سقط من فوق سور القرية المتداع من عبء الحجارة الزائدة عن حاجة القلاع، يعرف بأني لن أسأله عن أبي كما يفعل الخاسرون أبناء الخسارة.
هو في طريقه نازلا صوب مشهده الرعوي، وأنا في طريقي صاعدا صوب مشهدي الأحادي.
كلب المدينة الذي إلتقاني عائدا (ويداي من غير أمتعة وقلبي دونما وردة) يعرف بأني لا أملك له بيتا، فلماذا إذا أراه يشحذ الخطى خلف ظلي في المطر؟ إنه القدر، حاجة الصور إلى ما بات يثنيها وينفيها في السفر.
النجمة التي سقطت من فوق سور الحديقة دون وظيفتها، والقصيدة التي سقطت فوق البنفسجة الحانية دون شاعرها، تعرفان بأني لن أرضى لهما دون رسائل القتلى عنوان.
هم الآن في طريقهم صوب مشهدهم البحري، وأنا الآن في طريقي صوب مشهدي الكوني.
فأر الحقل الذي إلتقت عينيه عيناي عند سلم البيت عائدا إلى البيت بيته بآنية من زجاج وسراج، يعرف بأني لن أشتمه كما يفعل التعساء أبناء التعساء.
هو الآن في البيت بيته ككل الآباء الجبناء أبناء الجبناء العائدين في المساء.