من يتصفح في أوراق كتاب العمر المحدود، ويقرأ في سفر الحب الخالد الذي يشعل فينا الهمة الأكبر للعمل لينير لنا دروب الحياة ، قد يجد فيه بعض الدروب المظلمة ، التي قد تأتي نتيجة للتسرع وسوء الإختيار ، فإختياراتنا في الحياة هي المسؤول الأول الذي يقودنا إلى تلك الدروب الشائكة المليئة بالقيود ، فالنفوس والطبائع البشرية بطبيعتها تهفو دوما للسير في الطرق الرحبة الواسعة .
للحب الحقيقي ألقه وسحره وفيه مكامن الإبداع والشوق والألم ، فذاك الجسم الأثيري الشفيف الذي يعيش ويتنفس ليكبر بين المحبين لا يحب الشروط أو القيود ، ولا يحب أن يحبس بقيود تضيق من مساحاته الشاسعة في القلب .
بين الزوجين ينتعش الحب ويزدهر في البيوت التي لا تضع قائمة طويلة من الشروط والتوقعات الكثيرة المرهقة ... ذلك لأن الحب الصادق الكبير بطبيعته كائن رقيق يتمدد ويكبر ليستوعب كل الأشياء والمعيقات التي تقف في طريقه .
المشاعر في عمومها قائمة على عالم يلفه الغموض ، وله لغته الخاصة التي يفسرها كل محب حسب رؤيته في الحياة وتجربته الخاصة... وربما من المحق هنا أن نشير أن أكثر الناس قدرة على إستنطاق حروف هذه اللغة هم المرهفون من الفنانيين و الكتاب ، فالآداب والفنون بكافة أشكالها وأنواعها تحث على إستكشاف مفاتيح هذه اللغة الشفيفة الجميلة عبر ترجمة هذه العاطفة النبيلة لقصائد وروائع الألحان التي تبقى خالدة في ذاكرة الشعوب والأمم.
في حالات الحب والزواج التي تزيد فيها نسبة الشروط والقيود التي قد تدمي معصم الطرفين ويسوء بها الحال لحد الوصول إلى الطلاق المبغوض أصلا وشرعا لدى الكثيرين، والتي قد تأتي في بعض الأحيان نتيجة لوجود الشروط الصعبة القاسية التي تقف عائقا أمام الحب فتقيده بأغلال لا ترحم... فالمشاعر المقيدة لن تقدم نفسها للمحبين بشكل مفتوح وصادق كما يرغبون ، بل تنغلق على نفسها خوفا لتجف وتذبل بمرور الأيام والسنين .
قصص وحكايا وخبايا كثيرة وعتيقة تفيض بها أمهات الكتب عن روعة الحب الصادق ، الذي هو حر بطبيعته وعفويا بفطرته، لذلك فإن كثرة التوقعات منه وإثقال القيود عليه تحد كثيرا من عفويته والتي هي سمة من أهم السمات الأساسية للحب الصادق .
الحب الذي تخترق أسهمه اللطيفة الرقيقة طاقاتنا البشرية فتشحذها وتعالجها من الكثير من الإختلالات والعلل، له ايضا التأثير الأقوى والأكبر على رفع حالاتنا المعنوية ، فالمشاعر الصادقة التي تنبع من دواخلنا هي بحد ذاتها فسحة وجدانية تريح فيها النفس والروح من اعباء وضغوطات الحياه ، لنزهو ونشرق كل يوم من جديد!! .
بالحب الصادق تغدو حياتنا أجمل وآفاقنا أرحب...
Diana-nimri@hotmail.com
الراي.