مفهوم الهوية الوطنية ؟ جدال وحوار
د.بكر خازر المجالي
03-01-2020 03:07 PM
ما الذي يمكن ان يميز الاردن عن بقية البلدان في العالم حتى تظهر لديه اشكاليات في بعض القضايا الوطنية الداخلية ؟
وما هو المفهوم الاردني للهوية الوطنية ؟ وهل للاردن مفهوم خاص حولها ؟
ما هي التحديدات على الخوض بشفافية في دراسة شكل الهوية الوطنية الاردنية ؟
هل تناقش الهوية الوطنية في المناهج او في الجامعات او في المنتديات وغير ذلك ؟
هل نتجاوز ذكر مصطلح الهوية الوطنية الى الخوض في المضمون والمعنى والواقع ؟
هل هناك اكثر من هوية وطنية او غير وطنية على ارض الاردن ؟
ما السبب وراء اننا لم نبلور بعد مشروعا ثقافيا وطنيا يهدف الى تجذير وتعميق الهوية الوطنية ؟
هل هناك تصميم للرأي العام المحلي وفق مرجعية وطنية سيادية تنبثق من الفكر الوطني الحر المستند الى تاريخ وطن وتاريخ قيادة وتاريخ تضحيات ؟
هل نقرأ المستقبل ونعتقد اننا يجب ان نصل الى المستقبل بوعينا وعلى طريقتنا لا ان نجعله هو يصل الينا على شاكلته ومشاكله ؟
ربما نطرح سلسلة بلا نهاية من الاسئلة التي تحتمل اجابات عديدة ولكن قد نصل الى الحقيقة اذا توفرت فينا المصداقية والشفافية والجرأة في الطرح على قاعدة ادراك ان في الاردن مكونان رئيسيان هما المجتمع الاردني الاصيل تاريخا في ارضه والمجتمع الفلسطيني الشقيق المهجر الذي فقد ارضا ولكن لم ولن يفقد وطنا يسكن في جوارحه للابد هو فلسطين ؟ نحن بحاجة ان ندرك هذه الحقيقة وان نتجنب ان يكون الواقع مصدر اشكاليات بل أن يكون ملهما للوحدة ومواجهة التحديات .
في لقاء جمعية عون الثقافية الوطنية بعد ظهر الخميس 3 كانون الثاني مع معالي وزير الدولة لشؤون الاعلام أمجد العضايلة فقد كان معاليه واضحا في التركيز على الهوية الوطنية ، وكان النقاش والمداخلات تصب في هذا الموضوع ، ونتساءل هل نحن كأردنيين وعلى ابواب المائة عام لم نحدد هويتنا الوطنية بعد ؟
ومن هو المسؤول كأشخاص ومؤسسات رسمية ومؤسسات مجتمع مدني ؟
هل هناك اختطاف للهوية الوطنية الاردنية وهناك حرج في تناولها تجنبا لاتهام ما مثل الاقليمية والعنصرية الجغرافية والتاريخية ،
ربما نحن الان في مرحلة خطيرة ، لأن ما كان كامنا قد طفى على السطح ،وما كان غير معلوم فقد تولت وسائل التواصل وثورة المعرفة في نشره بلا حدود او قيود ، هذا هو التحدي الاكبر ، وقصب السبق هو لمن يكون بارعا في غزو الغزو الموجه الينا ، وفي المقدرة على بناء جدار معرفة وطنية صلب ومتين ..
والاقتراحات كثيرة ،ولكن التطبيق عسير جدا ،الا اذا كان هناك لدى حكومة النهضة ذلك الاهتمام الذي ينهض فعلا في المشروع الوطني وان يكون لدينا عقيدة وطنية سليمة نجتمع عليها وتكون مصدر اعتزاز للاردني بهويته الوطنية الاصيلة ومصدر اعتزاز للفلسطيني بهويته التي تمهرها الان هوية المقاومة والصمود والصبر والثقة بان الدولة الفلسطينية قائمة لا محالة .
ونحن ننتظر بلورة المشروع الوطني الثقافي الذي يرسخ مفاهيم اصيلة نجتمع عليها ولا نفترق، ونكون في مستوى الشعور بالمسؤولية المشتركة في المصير والهدف ولا اختلاف في ان يكون الاردن بهذا الوضع الذي هو وليد مؤامرات ووعود واتفاقيات وغدر من كل منحى وتواطؤ وفشل وسياسات خادعة تعرض لها الاردن لنصل الى هذه الحالة التي يجب ان تكون مصدر صلابة مجتمعنا الاردني ومصدر قوة نشد ازرنا معا بكل مكونات مجتمعنا الاردني .
ولا زال التساؤل يطرح نفسه كيف يمكن ان نخوض في مفهوم المواطنة والهوية الوطنية ونخرج بصيغة يلتقي عليها الجميع بصورة فيها التجذير العميق بعمق تاريخ سهول حسمى وبارتفاع درب المعراج؟؟ .