نجح الاردن في تنفيذ مرامي الاستراتيجية الوطنية للطاقة من خلال خطة عمل تم اعدادها لتنفيذها على ارض الواقع وذلك عبر قواعد معرفية استندت لاستيراد التقني والبناء العلمي وضمن خطة عمل سعت الى تنفيذ المفاعل النووي الاردني للبحث والتدريب ومركز سيسامي للتخصص الدقيق واستكشاف وتعدين اليورانيوم وانشاء محطة الطاقة النووية، اضافة الى انشاء مركز التطوير والموارد البشرية.
ولقد استطاع الاردن وبمتابعة حثيثة من جلالة الملك ان يحصل على رخصة تشغيل المفاعل النووي وبقدرة خمسة ميجاوات ويعمل على تشييد منشأ تخزين النفايات المشعة ومركز انتاج النظائر المشعة للاستخدامات الطبية والصناعية، اضافة الى مركز تدريب نوعي بات يشكل علامة فارقة اقليمية في اطار معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مسجلا الاردن بذلك، الاساس المتين الذي يمكن البناء عليه مستقبلا من اجل رفد المجتمع الاردني بالبدائل النوعية للطاقة الصناعية وبما يسهم في تعظيم عجلة الاقتصاد الوطني الذي ما زال يفتقر الى المصادر الطبيعية الخاصة في دعم روافع الطاقة.
ولأن الطاقة النووية احد اهم المصادر الصناعية التي يمكن استثمارها في توفير الخدمات الضرورية وضمن اسعار مقبولة جدا اذا ما قورنت بالموارد الطبيعية، فان وجودها كخيار استراتيجي امر مهم في تنوع مصادر الطاقة، لا سيما وان كل الدول التي اتخذت من الاقتصاد الانتاجي سمة اقتصادها اعتمدت على الموارد الصناعية في توفير سبل الطاقة اكثر من الموارد الطبيعية بسبب عدم نضبها، مع نضب الموارد الطبيعية المولدة للطاقة وعدم قدرة الطاقة المتجددة لوحدها الايفاء بالتزاماتها تجاه معدلات توليد الوقود مع تنامي الحركة الاقتصادية وكثرة الطلب على الطاقة مع ارتفاع معدلات الانتاج والاستهلاك.
ولأن الامن يعتبر من الركائز الاساسية في انجاح هذه المشاريع فلقد راعت الهيئة ذلك، عندما منحت المشروع النووي الاردني جل العناية وقامت بتشكيل دائرة الامن والموثوقية التي بدورها استطاعت ان تقدم انظمة امنية متطورة في علومها، وعصرية في ادائها، فلم تركز على المنشاة النووية فحسب بل راعت الاصول في عملية اختيار المنضوين تحت الهيئة من خلال المسوحات الحسية واتباع نظم الامن المعلوماتي والتقنية السبرانية في الاختيار والمراقبة والتي تقوم عليها الهيئة في متابعة مجريات المحركات التقنية وحركة الموارد البشرية، مما جعل من الهيئة ان تكون الاكثر امانا بين مثيلاتها الاقليمية في تطبيق النصوص الحازمة الملتزمة بنصوص الوكالة الدولية للطاقة النووية.
اذن الاردن انجز المهمة الاساس في تكوين مؤسسة نووية وهو قادر على تطويرها بتنوع مسارات الانتاج فيها على الصعيد الانساني النظائري والطبي وعلى توليد الطاقة للاغراص السلمية وتدريب العاملين في هذا المجال على كافة الصعد التقنية والادارية والامنية والبنية التحتية، وهي خبرات باتت تشكل ثروة حقيقية لحركة الاقتصاد المعرفي الذي نتكىء عليه في دعم المسارات الانتاجية لحركة اقتصادنا الوطني.
(الدستور)