وثيقة عثمانية هامة تتحدث عن تأسيس ولاية عمان عام 1878م.
أ.د. سعد ابو دية
17-12-2009 01:36 PM
عمون - فتح قناة السويس ودخول بريطانيا البحر الأحمر هو السبب في تأسيس الولاية وبداية الهجرات للولاية.
•موقع عمان هو السبب في اختيارها مركزاً للولاية.
•امتدت الولاية من شمال (سيل) الزرقاء حتى معان.
•أراد العثمانيون تغيير نمط الحياة عند البدو والاستعاضة عن تربية الجمال بالأبقار وزرع الرز والقطن في الغور وتوطين البدو دون قوة.
•تأسيس الولاية الجديدة هو السبب في إحضار المهاجرين الشراكسة لعمان للقيام بنهضة زراعية على نمط جديد.
الوثيقة كتبها كمال باشا الذي عاش ما بين عام (1832-1913) وكمال باشا يعرف المنطقة جيداً فقد خدم في طرابلس وبيروت وحلب والقدس وكانت المنطقة مألوفة بالنسبة له. وفي وقت لاحق أصبح وزيراً أعظم (أربع مرات).
مصدر الوثيقة:
في عام 1991م وجه لي السفير التركي في عمان (اكتاي أكساي) دعوة لزيارة تركيا وزيارة دولة قبرص الإسلامية وكانت تلك مناسبة سعيدة لي أن أزور إذ استطعت منزل الشريف الحسين بن علي إذ بقي.... وفعلاً تمت الزيارة والتقيت ببعض الرجال الذين كانوا أطفالاً أيام كان الحسين بن علي في قبرص وحدثوني عن ذكرياتهم ولكن الأهم أنني في استانبول زرت الأرشيف العثماني والتقيت بالمؤرخ الاقتصادي (خليل ساحلي) مرة أخرى كان جاري في المكتب في جامعة اليرموك وعلى الفور قدم لي دراسته الهامة عن (تأسيس ولاية عمان).... لقد خدمني كثيراً فالوثيقة تتحدث عن تأسيس الولاية وتتحدث عن أمور هامة نعرفها لأول مرة مثلاً أسباب هجرة (الشراكسة) إلى المنطقة.
لغة الوثيقة:
الوثيقة مكتوبة باللغة العربية وللعالم فإن كمال باشا يعرف العثمانية والعربية والفارسية والإنجليزية والوثيقة مترجمة بلغات ثلاث العربية والعثمانية والإنجليزية.
أهم أفكار الوثيقة/ تحدثت الوثيقة عن إسكان الشراكسة وحددت (500) عائلة من المهاجرين في عمان والزرقاء (تذكرها عين الزرقة) والسلط وجرش وتوجهت الدولة توجهاً جاداً في بداية عهد السلطان عبد الحميد لعمل ما يلي:
1. تغيير نمط حياة البدو وتشجيعهم على الاستقرار والزراعة. واتجهت النية لزراعة الرز في وادي الأردن (ذكرته الشريعة) حتى تتم الاستعاضة عن شراء الرز الأمريكي والإيطالي.
2. يبدو أن الدولة العثمانية بدأت تفكر في التركيز على الطريق البري لنقل الحجاج بدلاً من الهجر الأحمر والطريق البحري الذي دخلته بريطانيا.
3. ظهرت النية لتشكيل الولاية بشكل عاجل ودون ضجة حتى لا تجلب حسد العدو وانتباهه والمقصود (بريطانيا) إذ استخدمت الوثيقة التعبير بصراحة وتريد الدولة تشكيل ولاية ثانية في دير الزور خلال العام (1878م).
4. صرف رواتب للشيوخ من البدو وسكان المدن في الكرك وغيرها.
5. تحدثت الوثيقة عن نوعية الموظفين الجديدة وذكرت انتخاب الموظفين المعروفين بالشهامة والجد والصدق.
6. تشير الوثيقة أن مساحة معان والكرك والبلقاء تعادل مساحة بيروت لكن مع ميزة أنها ليست جبلية أو وعرة مثل جبل لبنان.
7. طريقة ترحيل المهاجرين: أشارت الوثيقة أن النية تتجه لترحيل (500) خانة (عائلة) وحددت المناطق التي من المقرر أن تستوعب (200) عائلة وهي:
1- السلط.
2- عمان.
3- عين الزرقة (الزرقا).
4- جرش.
طلائع المهاجرين:
يبدو أن الدولة كانت جادة فبدأت طلائع المهاجرين في عام 1878م ولقد رافق هذه الهجرات قدوم تجار من نابلس والشام...
كانت ذروة نشاط الشركس في الجولان لقيادة زعيمهم كمال بك وشيدوا سوقاً وبلغ عددهم 10.000 نسخة في حين أن عددهم في البلقاء كان 5.000 موزعين على عمان ووادي السير وناعور وصويلح والرصيفة.
ظهر في الوثائق والسجلات أن عددهم في عمان مع مطلع القرن أي بعد أكثر من (23) عاماً على الهجرة هو 7000 نسمة وزعيهم (محمد أفندي الشركسي) وعلى ما يبدو فإن منطقة طبريا لم تكن صالحة مناخياً فتركوها ولم يبق إلا حوالي (2000) موزعين بين قرية كفر كما وقرية أخرى.
لقد احتاج الشراكسة إلى مترجمين بسبب عدم إتقان اللغة العربية وكان المترجمون من الشركس أنفسهم الذين أتقنوا اللغة العربية ومنهم الحاج حميد بن محمد من القبرطاي ونيرو وكانت الترجمة في سجلات المحاكم بين القاضي والعربي وبين الشركس في قضايا وكالة أو أحوال شخصية وهذا يعكس لنا أن العثمانيين لم يفرضوا اللغة العثمانية على الرعايا بدليل كل واحد يتكلم لغته.