لا تغرقوا سفينتكم بايديكم كيداً وطمعاً
17-12-2009 12:31 PM
دعا الحكماء في المدينة القديمة على رؤوس الجبال جميع افراد الشعب الطيب لاجتماع عام.
جلس الحكماء متجاورين وعلامات الجدية بادية على وجوههم، تحدث كبير السن باسمهم جميعا فقال:
" أريد أن أوصل لكم رسائل ثلاث كي أكون قد بلّغت. أولاها أن علاقتنا ببلدتنا القديمة على رؤوس الجبال وعلاقاتنا فيما بيننا كمثل السفينة وركابها، مصيرنا واحد ووجهتنا واحدة, للجميع نصيب وعلى نفس القدر من فرص الخير أوالاذى. أي تصرف خاطىء أو غير محسوب من أية مجموعة كانت في أي جزء من السفينة سيكون له حتما انعكاسات كارثية على جميع من فيها. ليس لأي من هؤلاء أن يظن أنه سينجو بجلده إذا ما وقف متفرجا على من يخرق سفينتهم، ولن ينجو هذا الأخير بفعلته أبداً.
ثانيها أن هناك بيننا من ركاب السفينة من يزين لاصحاب التصرفات الخاطئة أعمالهم، أو يسمح لهم بمثل هذه التجاوزات أو يتعامى عنها، أو يوحي بأنها مقبولة، أو أنه يجيز لبعض الأشخاص ما لا يجوز لغيرهم، أو أن هناك من هو فوق المسائلة، هؤلاء مثلهم كمثل من يعطي أخاه حبلا ويمد له به ما شاء ليشنق نفسه. فلا المتعامي عن الخطأ بريء ولا المتمادي في غيه أقل جرما.
وثالثها أن أخطر الأسلحة وأشدها فتكا هو سلاح الفرقة بين الأخوة. وهذا يأتي بأشكال متعددة، فهناك من يربط مساعداته لنا بشروط تضعف السيادة ومنهم من فقد مكانته فقال: " وليكن من بعدي الطوفان" ومنهم ببوقه يدس السم بالدسم.
أحذر أن مدنا وحضارات بادت تحت وطأة هذا السلاح، ولم يخف الطامعون المتربصون بنا نواياهم، فاعتنقوا مبدأ فرّق تسد, والتاريخ الماضي القريب خير شاهد.
علينا واجب النصح والإرشاد لمن جهل، والأخذ على أيدي من شذّ إذا ما دعت الحاجة، فليس من يزين الخطأ والتجاوز هو صديق، فالصديق هو من صدقك، والعاقل من اتعظ بغيره."
www.randahabib.blogspot.com