مع بداية كل سنة جديدة تزدحم الساحة بالتوقعات ويتبارى المتنبئون في سرد ما لديهم من توقعات كل ذلك يلقى اهتماماً ومتابعة كبيرين، لكن ما يجب النظر إليه هو استطلاعات الرأي وهي الأقرب الى عكس التوجهات.
مؤخرا أظهر استطلاع غالوب العالمي، عن الدول الأكثر تفاؤلا وتشاؤما في عام 2020. أن الأردن جاء بالمرتبة الثالثة وبنسبة 60 في المائة أي أن التشاؤم كان السمة الغالبة ليس هذا فحسب بل يقول الاستطلاع العالمي إن الأردن حل كأقل الدول سعادة بواقع (-38 نقطة).
صحيح لا يحتاج الأمر الى استطلاع لمعرفة حالة التشاؤم التي تسود بيننا سياسياً واقتصادياً، والسبب هو الأوضاع الاقتصادية التي لا زالت صعبة، والتوقعات بأن تستمر على هذه الحالة وإن كانت بوتيرة أقل لكن هل هي تحت السيطرة، بمعنى أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة لتغيير هذه الحالة تسير في الإتجاه الصحيح؟.
على الأقل ليس هناك في حالة الظروف الإقليمية الصعبة ما هو جديد بل على العكس يبدو أنها تتجه الى الهدوء وإن كان بطيئا ولا يمكن أن تصبح في سنة 2020 أسوأ مما كانت عليه في 2019.
في هذه الحالة علينا أن نقف عند بعض المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي يتم تجاهلها مع أنها الأهم ومنها أن الاقتصاد الأردني صامد، وأنه ينمو إيجابياً ولا زال حتى في أسوأ الظروف ولم يتراجع.
الدينار في أفضل حالاته و البنك المركزي يملك 14052.9 مليار دولار من الاحتياطيات، ما يمكنه من دعم سعر صرف الدينار على أساس الدولار كما فعل ولا زال منذ قرر ربط سعر الصرف بالدولار.
هناك تراجع اقتصادي هذا صحيح لكن الاقتصاد القادر على تحقيق نمو عند 9ر1% قادر على تحقيق المزيد.
السيطرة على المديونية لا تزال تسجل نقاطا إيجابية والتسديدات تتم وفق البرنامج الموضوع، ومعظم المديونية محلية وهي بالدينار.
تقول الأخبار ان الأردن حصل على مساعدات بلغت 4 مليارات دولار العام الماضي ما يعكس الثقة بالاقتصاد الأردني وبمكانة الأردن وبالإصلاحات التي ينفذها.
هناك مؤشرات أخرى لا تقل أهمية ويجب أن تسترعي الانتباه، مثل التضخم وهو عند 3% وعجز الموازنة وهو في مستوى 3ر4% بعد المنح وعجز الحساب الجاري وقد بلغ 7ر6% الى الناتج المحلي الإجمالي ومن المتوقع أن تواصل الصادرات إرتفاعها ما سيدعم تراجع عجز الحساب الجاري وارتفاع في نسبة النمو الاقتصادي، للخروج من حالة الانكماش مع زيادة السيولة و الفائـضة منها بلغت ما مقداره 1,797 مليار دينـار.
التشاؤم حالة عامة تنتقل مثل عدوى، والعكس صحيح.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي