في تصريح نادر ، قال رئيس قناة وإذاعة الـ العربية حسام السكري إن "الإعلام الإذاعي استغرق 40 سنة للوصول إلى 50 مليون متلقْ في العالم ، والتلفزيون استغرق 13 سنة حتى استقطب العدد نفسه ، والإنترنت أخذ 3 سنوات ، في حين أن (الفيس بوك) وصل إلى 100 مليون في 9 أشهر فقط."
تصريح السكري يضع يده على مسألة خطيرة ، ربما لم يتنبه لها الكثيرون ، خاصة أولئك الذين يتحدثون عن "ضبط" الإعلام الإلكتروني الحديث وتقنين عمله ، ومراقبته ، ذلك أن الأمر متعلق بفضاء مفتوح لا تحده حدود ، ومتاح لأصغر متصفح للإنترنت ، كما هو كذلك للمحترفين،.
الفيس بوك واحد من أشهر الشبكات الاجتماعية وهو يتيح إمكانية التواصل والتعرف على الأصدقاء في جميع أنحاء العالم ، مع إمكانية تأسيس بيئة خاصة لكل فرد يتواصل من خلالها بأساليب مختلفة ومتنوعة مع الآخرين . وتذكر بعض التقارير على الإنترنت أن موقع (فيس بوك) تم تأسيسه بواسطة الطالب ( هْمقْمًكًّغ ًْفح) في 4 فبراير شباط 2004 ، وكان يهدف إلى تواصل طلاب جامعة هارفارد بين بعضهم البعض من خلال موقع انترنت يتبادلون فيه المعلومات والهويات والبيانات ، واسم (فيس بوك) هو اسم الكتاب الذي تقدمه جامعة هارفارد إلى طلاب السنة الأولى لكي يتعرفوا على طلاب الجامعة في بقية السنوات من أجل التعرف عليهم والاستفادة منهم ، وحيث أن الجامعة كانت تمنع الوصول إلى كافة المعلومات عن الطلبة عن طريق موقع الجامعة ، قام (مارك) بتأسيس هذا الموقع وجعله متاحا لجميع طلبة الجامعة ، وبدأ الطلاب يشتركون في الموقع ويتبادلون المعرفة والبيانات . ثم توسع الأمر واشتركت كليات أخرى في الموقع وبدأ طلابها يشتركون مع طلاب جامعة هارفارد في هذا الموقع . وفي 11 سبتمبر أيلول 2006 تم فتح الموقع لجميع زوار الإنترنت وكل من يملك بريدا إلكترونيا لكي يشترك فيه . وفي يوليو 2007 وصل عدد المشتركين والأعضاء في الموقع إلى 34 مليون مشترك،،.
فور أن يقوم المشترك بالتسجيل في موقع الفيس بوك ، يوفر له الموقع صفحة خاصة به يستطيع من خلالها أن يضع معلوماته الشخصية وصورته الشخصية التي تعتبر هي واجهة صفحته الخاصة . ثم يقوم المشترك بوضع بعض المعلومات الخاصة الأخرى مثل معلومات الدراسية والعمل والوظيفة والعنوان ، وأية معلومات أخرى يريدها ، سواء كانت أخبارا نصية أو أفلاما أو صوتيات ، دون رقابة أو وبلا حدود،.
ومثل الفليس بوك ، ثمة مواقع أخرى لها هذه الخاصية وأكثر ، فكيف بالله عليكم يمكن مراقبة هذا الإعصار التكنولوجي وبأي قانون أو تعليمات يمكن "ضبطه"؟.
الحل لا يكون إلا بالشفافية والانفتاح والحوار ، وتوفير المعلومة الصحيحة لطلابها ، بدلا من تغول الشائعات والأقاويل والاجتهادات الخاطئة،.
الدستور.