نسدل الستار عن عام حمل ما حمل من صعاب وإنجازات، كما هو حال معظم السنين.
عبرنا إلى العام ٢٠٢٠ ونحن نحمل معاً آماني كثيرة، نتوقع تحقيقها، ولكن علينا أن نعترف بأن الواقع الذي نعيشه ليس وردياً وليس أسود في كل فصوله.
سياسياً؛ الواقع الإقليمي صعب، ويحمل الكثير من التحديات، ولعل من أهمها المخططات الصهيونية لتسوية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، والتي يجابها الأردن بصلابة، بغياب دعم عربي موحد.
كما أن "الربيع العربي" لم ينتهِ بعد، فما زالت بعض البلاد العربية في حالة مخاض غير محسومة نتائجه بعد، واستمرار لحالة عدم الاستقرار السياسي وخاصة في دول الجوار.
ولا يقل المشهد العالمي ضبابيةً عن المشهد الإقليمي؛ فالحلفاء التاريخيون لم يعودوا كما كانوا، وهناك تغير في التوجهات والسياسات تبعا لمصالح هذه الدول وتغير قياداتها.
أما داخلياً فالملفات الصعبة ما زالت موجودة، فالواقع الاقتصادي ليس سهلاً، مع استمرار مشاكل الفقر والبطالة وغلاء المعيشة.
الإعلان عن الحزم الأربع ربما أضفى القليل من مشاعر الارتياح، ولكن ما زلنا ننتظر نتاجات هذه الحزم التي تأمل الحكومة أن تحقق النمو الاقتصادي من خلالها والذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على المواطن الأردني الذي أثقلته السياسات الاقتصادية الصعبة .
وسياسياً؛ السيناريوهات عديدة، فهناك سيناريو التمديد للمجلس بعد انتهاء دورته العادية وحكماً التمديد للحكومة لمدة عام. السيناريو الثاني هو حل مبكر للبرلمان وإجراء انتخابات قريبة بعد إقرار الموازنة العامة.
أما السيناريو الثالث فهو إجراء الانتخابات في موعدها. السيناريو الثاني والثالث قد يتطلب تعديلات دستورية لضمان استمرار الحكومة الحالية.
وفي جميع الأحوال، ان استمرار الحكومة للانتخابات البرلمانية وما بعدها قد يتطلب من الدكتور الرزاز إجراء تعديل على فريقه، لتعزيز قدرة الحكومة لمواجهة التحديات القادمة.
التحديات صعبه، ولكن هناك دائماً أمل بمستقبل أكثر بريقاً. الأردن قوي وصلب، بالرغم من كل الأزمات التي مر بها، وهو قادر ان يحول الصعوبات إلى فرص، ومن مقوماته قيادة حكيمة وبنية سياسية واجتماعية متينة والتي مهما صعبت الظروف، تبقى تستبشر الخير في وطن نحب ونعشق.