وهكذا تمر الايام بسرعة ونحن نستقبل عاما جديدا وأرجو الله ان لا تكون سنة جديدة، لان ما ورد في لغتنا العربية اينما وردت سنة فيها القحط والكوارث والنوازل.. مواقف كثيرة فبها المد والجزر شهدها العام 2019 بثوانيه ودقائقه وساعاته وايامه... وكان آلة التدمير والعنف التي لا ترحم واخذت مداها دون توقف في تشريد لعالم البشر في محيط الكرة الارضية الملتهب.
ونأمل ان يكون العام الجديد والعالم اكثر استقرارا وأمنا وخصوصا في منطقتنا العربية.
والحديث للأردن الغالي له طابع خاص يكون فيه البوح الصادق والكلمات الدافئة أخاطب فيها العام 2020 آملا ان نسعى لتحقيقها مستفيدين من أخطائنا وهفواتنا التي حصلت سابقا، نتطلع لغد مشرق ونهضة حقيقية لأردن العزم والكرامة. ولخّصت هذا البوح الى ما ينتابني من شعور مفعم بالأمل المقرون بالعمل لتحقيق مزيد من الانجاز، ومنها ما هو مؤلم لما نواجه من سلوكيات نزقة وسلبية بسبب طيش هنا او تهّور هناك، ولكن هذه هي الحياة تارة نجدها ترقص فرحا وتارة أخرى تتأوه ايلاما وحزنا.
(1) معكم وبكم ماضون سيدي
ان هيبة الوقار المضيئة حكمة ورحمة وقوة وتواضعا وحلما، كلها صفات النبلاء والقادة الذين يرسمون طريق الحرية والكرامة لشعوبهم وبناء مستقبل الاجيال بعزيمة الرجال الذين لم ولن تنل لهم قناة. لقد نذر جلالة سيدنا نفسه لشعبه وامته بصدق وايمان يوصل الليل بالنهار من اجل نهضة اردننا الغالي، والدفاع عن قضايا الامة التي لم تغب لحظة عن فكر جلالته. فأمض بنا يا سيدى حاديا للركب نحو اردن النهضة والتقدم ومعكم وبكم ماضون.
(2) الثوابت الوطنية واحترام الدستور
الله الوطن الملك ثوابت تشكل الحصن المنيع والدرع الواقي لنا جميعا، هذه الثوابت الوطنية التي نجتمع عليها جميعا. وان احترامها فرض عين على كل اردني يعيش على ثرى هذا الوطن ويتمثل ذلك بان دستورنا الاردني هو القاسم المشترك الاعظم الذي يوحدنا في اردن العزم والكرامة، وكل من يتطاول على ثوابتنا الوطنية لا مكان له، ويعتبر جسما غريبا في قلبه مرض وفي رأسه أذى.
(3) الاوراق النقاشية لجلالة الملك
الاوراق النقاشية التي اطلقها جلالة سيدنا بدءا من الورقة الاولى التي حملت عنوان "مسيرتنا نحو بناء الديمقراطية المتجددة" ومرورا بالأوراق الثانية: "تطوير نظامنا الديمقراطي لخدمة جميع الاردنيين" والثالثة: "أدوار تنتظرنا لنجاح ديمقراطيتنا المتجددة" والرابعة: "نحو تمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة" والخامسة: "تعميق التحول الديمقراطي" والسادسة: "سيادة القانون اساس الدولة المدنية" والى الورقة النقاشية السابعة: "بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة" تعتبر البوصلة الحقيقية التي ترسم معالم النهضة الشاملة في بلدنا وأن تفعيل مضمون هذه الاوراق والعمل بها بما يرافق ذلك من اصلاح لكل التشوهات ومعالجة الاخطاء أنى وجدت كلها تضع يلدنا على السكة الصحيحة لتحقيق النهضة والتنمية في جميع المسارات.
(4) هيبة الدولة واحترام القانون
ان الانسان المتطور بعقله وفكره هو الذي يحترم هيبة الدولة والقانون، وهو ضد الاستهتار والعبث بالمقدرات، ولا يسمح لموتور او جاهل ان يقوم بالاعتداء على الطبيب والمعلم ورجل الامن والمسؤول الذين يقومون بواجبهم، ولا يسمح لمتسكع من ضباع البشر ان يسيء الى اخلاقنا وقيمنا باسم الحرية الشخصية التي هي في واقع الامر فوضى وتقهقر اخلاقي وانحدار في القيم، ولا يسمح لمجموعة الزعران الهائمة على وجهها في الليل والنهار تروع الناس ولا تراعي حرمة لإنسان وتعتدي ممتلكات الناس الخاصة كسرقة السيارات والاعتداء على البنوك والصيدليات والمحلات. ان سيادة القانون والحفاظ على هيبة الدولة يحقق العدالة للجميع ويحفظ حقوق الناس ويرسخ دولة المؤسسات والقانون التي تعكس صورة بلدنا الحضارية الذي ينشد التقدم والنماء.
(5) ترتيب البيت الاردني
نعم، ان اعادة ترتيب البيت الاردني يجب ان يتصدر قائمة الاولويات دائما في مشاريعنا وتطلعاتنا واستراتيجياتنا واقعا عمليا نمارسه في البيت والمدرسة والشارع افرادا ومؤسسات ضمن نسق واحد موحّد، بعيدا عن التنظير والتسويف.
وكم نحن بحاجة الى العمل الجاد واليقظة الواعية لمعرفة كل ما يدور حولنا داخليا وخارجيا لحماية مصالح اردننا من كل المتربصين والوشاة والمغرضين والمهرجين وحملة الاجندة الخاصة التي تنفث بسمومها في كل الاتجاهات تحت عناوين خادعة، ولكنها مشبوهة في اهدافها موشحة، مما يتطلب ترتيب الاولويات الوطنية وتسمية الامور بمسمياتها الحقيقية لنمضي قدما في مشروع نهضة بلدنا.
(6) الجيش وأجهزتنا الامنية قرة عين الوطن والقائد
في كل المواقف الصعبة والتحديات التي تواجه الوطن يتعمق لدينا يوما بعد يوم عشق الجندية التي تغرس
الكرامة وتصنع القيم الحقيقية لفهم الحياة، انهم الرجال الرجال الصناديد حماة الوطن جيشا واجهزة امنية، وحملة الشعار الذي يزين هامات الرجال بطلتهم المهيوبة وعنفوانهم الذي لا ينكسر... ان جيشنا الاردني الباسل وأجهزتنا الامنية اليقظة دائما التي عاهدت الله وجلالة قائدنا الاعلى وشعبنا الوفي على ان يبقى اردننا قويا امام التحديات ورد العاديات وكسر كل قوى الشر. يدافعون عن رسالة الدولة الاردنية الراسخة بصلابة وعنفوان لتبقى عمان عاصمة الدنيا باسرها وعرينا لوطن حر عربي الوجه هاشمي الرسالة... جنودنا البواسل وكافة أجهزتنا الأمنية انتم السند والظهير وانتم السادة وفخر الوطن ولا نامت اعين الجبناء.
(7) خدمة العلم وشباب الوطن
الجيش مدرسة ونظام وتقويم سلوك وغرس قيم الاعتماد على الذات وصقل شخصية الشباب، وان عودة خدمة العلم تعزّز قيم الانتماء والولاء، وتضعهم في صورة واقع الحياة على حقيقتها والقدرة على مواجهة الصعاب وادارة الازمات والقدرة على اتخاذ القرار.
(8) لا مجاملة على حساب قضايا الوطن
التسويف والتأجيل غير المبرر وسياسة الاسترضاء ولغة الأنا والمصالح الضيقة وقوى الشد العكسي تعيق الانجاز وتشد عمل المؤسسة الى الوراء، وعكس ذلك فالقدرة على اتخاذ القرار المناسب واحترام العمل المؤسسي وعدم المجاملة على حساب قضايا الوطن، والأمل المقرون بالعمل الجاد المخلص تتحقق الانجازات العظيمة لتبقى أسوار أردننا عالية وقوية امام الصعاب والتحديات. الامر الذي يؤكد ضرورة نهج وطني شمولي ينهض بالاردن وطنا يستحق منا كل التضحية ولنتذكر توجيهات جلالة الملك لمكونات الدولة الاردنية مواطنين ومسؤولين أن " انصفوا الاردن، لان الاوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الانجازات وانكارها، بل بالعزيمة والاردة والعمل الجاد".
(9) محاربة التطرف والغلو
التطرف والغلو الفكري أيا كان مصدره من المحرمات التي يرفضها مجتمعنا الاردني الواحد الموحّد، ولا مكان للأفكار السوداء والمنحرفة، وكلنا نقف صفا واحدا في خندق الوطن لمواجهة التعصب والانحراف التي تحملها كل فئة ضالة مضللة متخذين من رسالة عمان التي صدرت من عرين ملك عربي هاشمي منهجا تقوم على منهج الوسطية والعقلانية والحكمة وقبول الاخر.
(10)العنف المجتمعي الى متى؟
مسؤوليتنا جميعا لتطويق ظاهرة العنف بشتى صوره بكل قوة وحزم، لان ذلك لا يتفق مع قيم مجتمعنا النبيلة، ويجب عدم السماح للجهلة وضيقي الافق العبث والاساءة الى وحدة شعبنا المقدسة وامننا التربوي والاجتماعي. ولماذا لا يكون عقد اجتماعي اخلاقي وقانوني ينبذ العنف لينعكس ذلك عملا وانجازا وصدقا وانتماء للوطن.
(11) تشويه صورة الآخر
اغتيال وتشويه صورة شخصية الآخر بدوافع الأنانية المقيتة (أنا...أنا..أنا) التي تدمر ولا تبني متجاهلة الضمائر الأخرى (هو.. هي ..هم ..نحن) ومتناسية مصلحة المؤسسة وبأسلوب منفر يمارسه البعض دونما خجل أو حياء. لقد أشار جلالة الملك في أكثر من مناسبة الى انحراف البوصلة في جانبها الاجتماعي واختلال توازن منظومتنا الاجتماعية والترويج للإشاعات عبر قنوات التناحر الاجتماعي دون تقدير لمخاطر ذلك على سمعة بلدنا ومستقبل اجيالنا.
(12) حوادث السير
كم هي الحوادث المؤلمة التي ذهب ضحيتها من ابناء الوطن الذين قضوا تحت عجلات السيارات بسبب تهور بعض السائقين . لقد تجاوزت حوادث السير في بلدنا حد الجنون والاستهتار بأرواح الناس الابرياء، في الوقت الذي نودع فيه أعزاء واصدقاء وشبابا في مقتبل العمر واطفالا في عمر الورود، ناهيك عن الاصابات والتشوهات الجسدية الت تعرض لها الكثيرون بسبب الافرازات السلبية والخطيرة الناجمة عن تلك الحوادث المؤلمة حقا. والسؤال الذي علينا ان نجيب عليه جميعا هو أما آن لمسلسل حوادث السير في بلدنا ان يتوقف؟
(13) التعليم النوعي
ان النهضة الحقيقية لا تتم الا بالاهتمام بالمنظومة التعليمية والتربوية، والتركيز على التعليم النوعي الهادف الذي يرافقه تعليم السلوك الايجابي، بدءا من رياض الاطفال والتعليم العام والتعليم الجامعي لنعيد للتعليم هيبته وللقيم الاصيلة ألقها فالعلم والاخلاق ومنظومة الاخلاق هي الدعائم الاساسية لرقي الامة وحضارتها. والورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك محور أساس للاهتمام وبالتعليم النوعي ومواكبة مستجدات العصر لننهض باردننا الذي يستحق منا الكثير. وان التعليم هو القاعدة الاساس للنهوض والبناء الحقيقي، الامر الذي يتطلب ان نصدع لتطلعات ورؤية جلالة سيدنا في تقييم وتقويم مسيرتنا التعليمية ووضعها على الجادة الصحيحة ليكون التعليم متميزا ونوعيا في بلدنا، فهذا هو الاستثمار الحقيقي لبناء الاجيال التي تنعكس مخرجاته على جميع مسارات التنمية.
(14) لغتنا العربية
الاهتمام بلغة الضاد احترام لهويتنا الحضارية والفكرية، هذه اللغة الراقية التي تسمو بنا نحو النهضة والتقدم، ولقد جاءت مبادرة سمو ولي العهد الأمين لندرك اهمية احترام لغتنا وثقافتنا ونعتبرها من الاولويات في لغة الخطاب وبالطريقة السليمة والصحيحة التي تدخل ضمن احترام الذات والهوية. ان لغة الخطاب في حديث سمو ولي العهد لها وهج حيث يتحدث بلغة العارف والمستنير بروعة البيان وسحر الكلام التي تنم عن اطلاع واسع وادب عال في الحوار وعمق التفكير، لتكون هذه اللغة السليمة نهجا نمارسه، وهي رسالة من صاحب السمو الملكي تخاطب العقول وتوجه الاجيال ليدركوا ان من حق لغتنا علينا ان نتقنها لفظا وغاية ونهجا بأسلوب يليق بمكانتها العالية لأن نبع مفردات الضاد لا ينضب لنشرب من معينها ماء عذبا فراتا غير أسن، ونستنشق من سمائها هواء نقيّا صافيا، ولا يجف لها مداد ولم ولن تهن ما دام هناك سدنة يحمون كينونتها ممارسة صحيحة وتطبيقا راقيا يعكس فكر اميرنا الشاب المحبوب وثقافته واحترامه للغة كتاب الله تعالى.
(15) القراءة والكتاب والشباب
أعز جليس في الزمان كتاب، فالقراءة والكتاب يسموان بالعقل والفكر, و ينعكس ذلك على انتهاج تصرفات واعية ومسؤولة تجاه المجتمع ونهضته وتقدمه. ولنوجه الشباب الى المطالعة الذاتية وتنمية محور الثقافة لديهم الذي يفتح الافاق ويوسع المدارك الامر الذي يرسخ السلوك الايجابي الواعي والرصين.
(16) الزراعة والارض
التمسك بالأرض وزراعتها محور يحفظ كرامة الانسان والوطن كي نعيد للحياة نضارتها وهدوءها، وليستعيد القطاع الزراعي عافيته لينهض من جديد كمورد رئيس من موارد الدخل الوطني. كما ان العودة للأرض يجب ان يكون على قائمة الاولويات ليصبح ذلك واقعا عمليا نمارسه ضمن مفهوم الزراعة الشمولي الذي يزيد من دخل الوطن والمواطن. وزيادة السلة الغذائية التي تسهم في تحقيق الامن الغذائي الشامل، لنواجه تحديات المستقبل بتخطيط وعزيمة الاوفياء وجهود سواعد المخلصين. فهل يتوجه كل واحد منا لرعاية شجرة يزرعها امام منزله او في ساحة مدرسته وجامعته او على جوانب الطرق في البادية والقرية والمدينة، وان نحافظ على الثروة الحرجية ووقف الاعتداء الجائر عليها.
(17) المكان والزمان
الانتماء الحقيقي للمكان والزمان، يعكس فكرا سليما وعقلا سويا يرافقه مسؤولية القيام بالواجب تجاه بيتك ومؤسستك ووطنك.. نحرص على ضبط النفقات والحفاظ على الموارد فلا هدر للمياه والطاقة والغذاء والدواء، ولنكن أكثر تفاؤلا نسير بخطى ثابته وواثقة في حركاتنا وسكناتنا يراقبنا ضمير مؤسسي مسؤول وقلب نقي وعقل واع وتخير كل الطاقات الايجابية لخير هذه الأرض التي أشرقت بنور ربها لتعطي اكلها الطيب كل حين.
(18) نظافة البيئة
لنغرس في نفوس ابنائنا المحافظة على نظافة المكان في الشارع والبيت والمدرسة والجامعة، نعلمهم ان رمي الاوراق والعلب الفارغة والنفايات في الاماكن العامة خطيئة في حق الارض والمكان الذي نعيش فيه، وان لا نسمح بالتدخين في الاماكن العامة وفي حافلات النقل، فالإحصائيات والارقام التي تتعلق بالتدخين مذهلة وخصوصا طلبة المدارس والجامعات، وان كل من يمارس هذه التصرفات العدائية والسلبية تجاه البيئة والصحة العامة يعكس انحدار درجة الوعي والعقوق.
(19) ما المال والاهلون الا ودائع
ان اصدق الكلمات هي التي نخطها بشرايين الوفاء والحب الصافي لنكتب الى اصحاب القلوب النقيّة التي لم تتلوث رغم مرور الايام، وبقيت وهّاجة نضرة تشع القا ونزرع سنابل قمح وزيتونا وبراعم حصاد ليعم الخير عل أرض بلادي في كل زمان ومكان...فيا ايها الطيبون المهاجرون الى رحاب الله لقد تركتم الما يعتصر قلوب محبيكم وحزنا كبيرا اخذ مساحة واسعة بحجم سعة قلوبكم النقية البيضاء التي ما عرفت حقدا ولا حسدا ولا بغضا ولا كراهية لاحد، وبذرت بذور الخير في كل مكان بوقار الانقياء وبهيبة الشرفاء الصادقين حيث عملتم بضمير حي ونية صافية وكنتم النموذج الراقي سلوكا وتصرفات والخجل يعلو محيّاكم البهي تواضعا في عير ضعف.. آمنتم بالله ربا، وانعكس هذا الايمان على جوارحكم صدقا وسمّوا، واخلصتم لوطنكم وقيادته الهاشمية الحكيمة عطاء وتفانيا ومحبة ليبقى اردننا وطن العطاء والتماسك والمحبة... أخي الحبيب العقيد المهندس عبد الكريم مساعده "ابا علاء"...اخي الحبيب د. هاني مساعده "ابا زيد" سلام على روحكما الطاهرتين الطيبتين ،وسلام على الطيبين من ابناء بلدي، الذين احتضنت ارض الاردن المباركة أرواحهم الطيبة الزكية برفق وحنان تتنزل عليهم شآبيب رحمة الله في مقعد صدق في عليين.
(20) بلاد التين والزيتون
ندعو الله ان يكون عام خير على بلادي بلاد التين والزيتون والشيح والقيصوم وأرض المجد والكرامة التي لن تغيب عنها الشمس، وقد تحققت اهداف وطموحات الوطن السامية بهمة الصادقين المخلصين. ودام أردننا بألف خير انسانا ومقدرات وانجازات، ودام جلالة الملك سيدا وقائدا وحفظ الله سمو ولي العهد الأمين.