حاولت أن اقرأ من كتبته في مثل هذا اليوم من العام الفارط " والكلمة الاخيرة من دارجة اخواننا التوانسة ، وتعني العام الماضي في معجم المشارقة " . محاولة سريعة لفهم ما قد جرى بين اليوم و البارحة وغدا .
السؤال الذي قد يضاف وطنيا الى احتفالية العام الجديد ، اين ستمضي نهاية العام " رأس السنة " ؟ و للسؤال اجابة جديدة هذا العام عند قوى شعبية و سياسية هائجة برفضها لاتفاقية الغاز الاسرائيلي سئية الذكر ، والتي ستدخل حيز التنفيذ في اليوم الاول من العام الجديد .
التوقيت مهم ، وما يعني أن ساعة الصفر وصلت استحقاقها في مواجهة اتفاقية وضعت على منصة القصف الشعبي ، و يجمع الاردنيون على رفضها ومعارضتها مهما كانت الكلفة السياسية و الاقتصادية لالغاءها .
حتى الان لم يصدر أي موقف حكومي رسمي جديد حول اتفاقية الغاز ، غير أن مصدر رسمي دفع برد التهمة عن وزيرة الطاقة هالة وزاتي بانها قد وقعت على الاتفاقية ، واشار الى وزيرين سابقين للطاقة ابراهيم سيف و محمد حامد ، وهما من وقعا على الاتفاقية في عهد حكومتي عبدالله النسور و هاني الملقي .
الرغبة الشعبية جامحة للحصول على موقف حكومي من الاتفافية . و اذا ما كانت الحكومة ستتوج الزخم الشعبي و النيابي و السياسي الرافض للاتفاقية بالطاق رصاصة الرحمة عليها . وهذا غير متوقع ولن يحصل بالطبع .
لا أفهم احيانا أن هناك استهلاك للوقت ،و لكن لمصلحة من يجري تجييره ؟ فهل نرضى بالامر الواقع و نستسلم للاقدار ، و نقول أنها حتمية ، وذلك باعتبار اننا فاشلون وغير قادرون على عمل أي شيء .
فماذا لدينا غير التعلق في سفينة الرزاز ؟ في رحيل عام فارط لا اريد أن اسأل عن حكومة و مشروعها وبرنامجها السياسي و الاقتصادي . فلسنا في زمن هكذا أسئلة .
ادراكا للحظة الراهنة فان أكثر ما يقلق و يخيف اتفاقية الغاز الاسرائيلي . استدراك وطني في عارض مسألة سيادية . فاما نحيى جميعا وننجى جميعا او نموت و نندثر و ننقرض جميعا . فلا مصلحة لنجاة و حماية نفوذ "قلة قليلة " على حساب جمهور هائج و غاضب .
بعد عام كامل انظر و اتأمل ماذا حدث ؟ هل هي خطابات عاطفية استهلاك للوقت أم اننا بانتظار ايام اشد سوادا ؟ لست قادرا على الحديث عن المستقبل بما يحمله الراهن و الماضي كاف ، ولهذا فاني أحيانا كثيرا اكرهه الزمن ، و اكرهه التفكير باطار الزمن . وكل عام وانتم والوطن والاردنيين الاحرار بخير .