مقولة فاقد الشيء لا يعطيه، تستخدم بحجة ان من حُرم من شعور أو أمر ولم يذقه لن يستطيع منحه للآخرين.
مقولة تمس بالدرجة الأولى آباء وأمهات. حُرموا من أمور كثيرة ولكن استطاعوا أن يقدموها لأبنائهم وخَرجوا أجيال لهم مكانتهم في المجتمع، إذن لماذا نصدق عبارة فاقد الشيء لا يعطيه.
تلك العبارة خاطئة بل فاقد الشيء يعطيه وببذخ وحب لأنه أدرى الناس بمرارة فقدانه.
نجد بعض الأمهات غير متعلمات يبذلن جهداً كبيراً متحديات الصعاب والحياة القاسية من أجل تعليم أبنائهن وتعويض النقص الذي مررن به نتيجة الجهل والفقر.
ونجد الآباء يمنعون أبناءهم من التدخين خوفاً عليهم من المرض والموت مع انهم لا يستطيعون مقاومة التدخين، عليه نقيس بقية الأمور في حياتنا.
وعندما يقدم شخص لنا النصيحة لانه يحبنا ويهتم لامرنا مع انه لا يملك كل المقومات التي تؤهله لتقديم النصيحة ننظر له بنظرة الاستهزاء هامسين وبصوت منخفض نوجه له سهام ممزوجة بالسخرية فاقد الشيء لا يعطيه.
لذا يمر أشخاص بمراحل وتجارب فاشلة في حياتهم فقد يكونوا أنجح البشر وافضل الأشخاص الذين يقدمون لك النصح.
لو ان فاقد الشيء لا يعطيه ما كنا رأينا أنفسنا ناجحين وان وراء نجاحنا أشخاص ضحوا بحياتهم من أجلنا فقدوا العلم نتيجة ظروف مروا بها.
قد نكون فاقدين للشيء لكننا الأكثرعطاءاً له.
اذن فاقد الشيء يعطيه وبحب.