حكومة الرفاعي .. تعديل وزاري موسع
فهد الخيطان
15-12-2009 05:29 AM
** الرئيس المكلف اصطدم بالآليات القديمة فانتهى الى تشكيلة تقليدية
اخذ رئيس الوزراء »المكلف« سمير الرفاعي ما يحتاجه من الوقت لتشكيل الحكومة, بطريقة واسلوب يختلف عن سابقيه, وبعد خمسة ايام من المشاورات المتواصلة خرج بتشكيلة نصفها تقريبا من اعضاء حكومة الذهبي المستقيلة وبعضهم كان سيخرج في تعديل وزاري لو قيض للحكومة المستقيلة ان تبقى.
ابتداء ينبغي الاقرار بأن الرفاعي نجح في ضم شخصيات جديدة الى حكومته تحظى بالمصداقية والاحترام وفي المقدمة منهم الدكتور رجائي المعشر بما يمثل من خبرة اقتصادية وسياسية ووزن اجتماعي, اضافة الى وزير المالية محمد ابو حمور الذي شغل المنصب في السابق وغادره بسمعة طيبة ويتبنى سياسات مالية متشددة, الدولة في أمسّ الحاجة اليها لضبط العجز والنفقات والاعتداء على المال العام. وبالاعتماد على المعشر وابو حمور وساعده الايمن الدكتور معن النسور تستطيع الحكومة ان تجري المراجعة اللازمة للوضع الاقتصادي وتقديم خطة لمواجهة تحديات العام الجديد. وبهذا المعنى فإن الفريق الاقتصادي سيكون امام امتحان صعب في الأسابيع المقبلة.
في السياسة انحاز الرفاعي الى التيار المحافظ وقدم خلطة من الوزراء تفتقر الى التجانس المطلوب للسير في عملية الاصلاح السياسي ومن يراهن على خطوات اصلاحية في قانون الانتخاب وغيره من السياسات الناظمة للتنمية الحزبية ان يخفض سقف توقعاته اذ لن يكون بوسع وزير التنمية السياسية موسى المعايطة والمتحمس لتغييرات »تقدمية« ان يخترق قلعة المحافظين في الحكومة والتي ستحظى بدعم من رئيس الوزراء.
التعليقات الاولية على الحكومة قالت انها اقرب الى تعديل موسع على حكومة الذهبي, جاء بوزراء تكنوقراط بعضهم مشهود له بالنزاهة والكفاءة وآخرون يفتقرون الى الحيوية المطلوبة في العمل, وابقى على وزراء فشلوا في تحقيق اي انجاز يذكر في حكومة الذهبي. فأي خطة عمل منتظرة منهم بعد سنتين او اقل في عهد الحكومة السابقة.
من تابع ايام المشاورات لتشكيل الحكومة لاحظ ان الرفاعي يحاول انتهاج اسلوب جديد في التشكيل واختيار الوزراء على اساس برامجي ووفق معايير الكفاءة والخبرة, لكن سرعان ما اصطدم بالآليات التقليدية فلجأ الى الاسلوب القديم في التشكيل القائم على التوازنات المناطقية والاقليمية. وبدأ الرفاعي في الربع الاخير من الساعة متعجلا لانجاز التشكيلة بأي طريقة ولذلك شهدنا دخول او ابقاء وزراء غير متوقعين ومناقلات في الحقائب بلا معنى مما رفع قوام الحكومة الى 29 وزارة.
في المحصلة لم يتمكن الرفاعي من تشكيل حكومة وفق آليات مختلفة كما وعد, وذلك امر متوقع اذ لا يمكن للأساليب الجديدة ان تشق طريقها على قواعد قديمة وبالية.
لكن اعتبارا من اليوم سيصبح التشكيل خلف ظهورنا ونتابع خطوات الحكومة وسياساتها على الارض وفي اشهر فاصلة من حياة المملكة.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم