facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإعلام الوطني هو "جيش" الدول للمناورة السياسية


شحاده أبو بقر
28-12-2019 10:20 AM

منذ بداية نشوء الدول والكيانات السياسية على هذا الكوكب ، دأبت الدول النابهة الذكية الواضحة مواقفها المبدئية لشعوبها ، على الإستعانة المؤسسية بأعلامها الوطني الخاص ، في نشر المعلومات الموجهة والأخبار المتنوعة والسياسية منها بالذات ، كتعبير غير معلن عن المناورة السياسية لتلك الدول والكيانات .

وهي بذلك ، أي الدول ، تؤسس مراكز متخصصة لرصد ردود الفعل الإقليمية والعالمية وحتى المحلية ، للتعرف على مواقف وتوجهات الدول الأخرى بما في ذلك الشارع الوطني إزاء تلك المعلومات والأخبار التي تمررها إلى وسائل إعلامها الخاصة الموثوقة تلك ، وهي ربما تمرر معلومات وأخبار مماثلة إلى وسائل إعلام خارجية متعاونة ، ولكن بطرق غير رسمية ، للغاية ذاتها .

وللدلالة وللتوضيح ، فعندما تفكر حكومة دولة ما بأتخاذ قرار يصعب التكهن بنتائجه وردود الفعل الخارجية وحتى الداخلية حياله ، تبادر إبتداء إلى تمرير أو تسريب معلومة كاملة أو منقوصة أو مشوشة حيال ذلك القرار ، لترى ردود الفعل الراجعة إزاءه ، وعلى ضوء ذلك ، إما أن تتخذ قرارها ، أو أن تؤجله أو حتى تلغي التفكير به ، وفقا لرد الفعل الراجع .

هذا نهج نعرفه نحن الصحفيين والإعلاميين حق المعرفة ، ونرى فيه ذكاء خارقا تمارسه مختلف دول العالم كبيرها وصغيرها على حد سواء ، وتقارب من خلاله ما يمكن وصفه بالحرب النفسية ضد خصومها وأعدائها ، أو إختبار رد الفعل لدى أصدقائها وحلفائها ، أو قياس مدى قبول مجتمعها المحلي لما تفكر بإتخاذه من قرار أو توجه ما .

لقد عملت أربعين عاما في الإعلام والصحافة الأردنية حتى تاريخه ، ولم ألمس يوما شيئا من هذا القبيل ، ولا أعرف إن كان هذا يجري إتباعه مع غيري مثلا من زملاء يوثق بهم أكثر مني وبمن هم على شاكلتي ، لكنني ألاحظ في الأعم الأغلب أن معظم القرارات الكبرى تتخذ فجأة في معظم الأحيان ، ولكن مع حالات بسيطة يجري أحيانا تسريب معلومات مسبقة عن قرارات ما ستتخذ ، ولا أدري هل هذا مرتب سلفا ربما ، أم هو مجرد صدفة .

بالمناسبة ، لم أعش خلا الأربعين سنة الماضية ظروفا أردنية تستوجب توظيف المناورة السياسية في أذكى وأقوى صورها ، كما هو الحال اليوم ، فالأردنيون تتكاثر لديهم المصادر الإخبارية والمعلوماتية والإشاعاتية الخارجية وعن قضايا تمس مصيرهم ووطنهم ومستقبل حياتهم وعلاقات دولتهم بدول أخرى ، وعلى نحو يجعلهم نهبا للإشاعات والمعلومات التي تشتت أذهانهم وتزرع في نفوسهم المخاوف والشكوك ، ولا يجدون تفسيرا محليا رسميا لها .

ختاما ، الإعلام والمعلومة والخبر والإشاعة باتت في عالم اليوم ، أخطر سلاح تواجهه الشعوب المسكونة بالمشكلات والهموم ، كما هي شعوبنا العربية بعامة ، ونحن الأردنيين بخاصة ، وليس أدل على ذلك مثلا ، من أن مغردا صهيونيا يستقي معلوماته " نتفا " من جهاز إستخباري ، يساجل اليوم ملايين العرب والأردنيين وغيرهم ، وبما يخدم ما يسعى إليه ذلك الجهاز الإستخباري الصهيوني . فما الذي يحول دون أن يكون لدينا مغرد أو أكثر يساجل المجتمع الإسرائيلي بلغته العبرية ! ، ومعردون آخرون يساجلون شعوبا إسلامية بلغاتها بشأن القدس والأقصى والمقدسات وحقوقنا وإياهم فيها ! . الله من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :