تماماً كمثل ربطة العنق التي تقتحم ناظريك في كل صباح حين تعزم على إرتداء ملابسك لتفتح خزانتك فتأتي هي لتكون الأولى تحت النظر وعندها تبدأ بالسعي لتحاول أن تخلق لها ما يناسبها من بين كل بدلك وقمصانك تاركا حينها كل هو أجمل وأنسب منها بكثير لتلبيق البدلة الأنسب لها وخلق مكان لهذه الربطة التي عزمت على إرتدائها فتستثني كافة الربطات لأجل تلك الربطة فهي أبدا لم تكن الأكثر ملائمة لا بل قمت أنت بعمل مختلف مخالفا لإعراف اللباس فناسبت الأكبر بالأصغر.

يمكن أن ترى ذات الحال في واقع مجتمعنا بأن نبقي على شخوص فنعيد إنتاجهم بصور مختلفة تحت ذريعة الكفاءة والخبرة والصلاحية علما بأن السبب الحقيقي أنهم هم الأكثر ظهورا في محيطك فيصبحوا صالحين لإدارة أي مؤسسة ولأي مكان متاسين أعراف السياسة والتكتوقراط والتكنوسياسي لأجل براغماتية ضيقة تشل الحال والمحال.

لدينا من الكفاءات الوطنية المتخصصة التي ذنبها أنها لم تقع تحت النظر والدائرة الضيقة. هي تماما ربطة العنق الأقل جمالاً الأوفر حظا الأكثر مناسبة لأي بدلة وقميص لأنها الأكثر ظهورا بين ناظريك في خزانتك كل صباح ...!!!
الأردن ولُّود بالكفاءات والخبرات فلنفتح المجال أمام هؤلاء ولا نغلق الباب في وجوههم فتبدو الدائرة ضيقة وتأتي الإنتاجية مخيبة للآمال والأعمال.