ملاحظات خمس في تكليف الرفاعي ؟!
ممدوح ابودلهوم
15-12-2009 01:20 AM
[ القراءة المعمقة في كتاب التكليف السامي للرئيس الشاب سمير الرفاعي، التي تصدر وفي المقام الأول عن غاية إصلاحية سامقة الشأن، ألف باء خطابها السني في علياء اصطفافه هو الصالح العام للدولة الأردنية الماجدة، وهي قراءة تتوسل بالضرورة ووفق علم النقد الحديث استنطاق النص بغرض فتح مغاليقه، بمعنى سبر أغواره السياسية عبر قراءة ما بين سطوره والوقوف بالتالي على مقولته الوطنية السامية بإجمال.
الإحالة هذه بعينها لا غيرها لا بد وأن تظهرنا على جملة حقائق في غاية الوجاهة والأهمية سياسياً فوطنياً بالتالي، تحاكي سؤالنا السياسي الراهن وتنهي حالةً توزعت بين القلق وجلد الذات في الشارع الأردني، وبخاصة أن تشكيل هذه الحكومة قد جاء، وبإجماع المحللين، على خلفية حل مجلس النواب وإقالة الحكومة أيضاً، ما عزا بعض المراقبين دواعيه والتشكيل فيما أجزم أول تداعياته، إلى ما أسموه ضعف مجلس النواب وبذات القياس ضعف الإداء الحكومي.
أما الحقائق آنفاً فيصعب طرحها هاهنا جُملةً لضيق المقام، لكن يمكن لنا إضاءة بعضها بإيجاز مبتسرٍ وعلى النحو التالي:
أولاً؛ وزارة الرفاعي الابن تكون فور قسم اليمين الحكومة الأولى للعقد الثاني/ العشرية الثانية في هذا العهد الهاشمي الرابع الميمون.
ثانياً؛ عمر الرئيس الشاب القريب من عمر جلالة الملك يعني من بين ما يعني حكومة شبابية تضخ دماء الديناميكية والتوفز والإداء الرشيق في شرايين الإصلاح السياسي وبالتالي الحراك الوطني بوجه عام.
ثالثاً؛ رئيس حكومة من قماشة سليل عائلة لها عراقتها في تاريخ الأردن السياسي وأعني الرفاعي، سيؤثث لا جدال لإعادة الاعتبار لهيبة الدولة الأردنية، والتي أحسب ومعي كثيرون بأنها تراجعت حتى لا نقول فُقدت في العام الأخير على وجه التخصيص، ليس فقط بسبب ما بات الإعلام يقفز عن اجترار تشخيصه، لا عجزاً عن تبني مواجهته بل ترفعاً عن ترف حواره اليبابي بغير مقياس، وأعني اختباء الخطاب الحكومي خلف جلالة الملك وهو المشجب إياه، الذي يحلو لبعض المعارضين وحتى الصالونيين أن يعلقوا عليه تراجع مشاركتهم وشعاراتهم البطركية(!) ولعل هذا الضعف المعنون بالفراغ لدى السلطتين النواب والحكومة، ما يترجمه وبمنتهى الوضوح هذه الحالة من الاسترخاء الأدائي والبيروقراطية الخطابية(!) هو ما جعل جلالة الملك حفظه الله يقود السياسية الأردنية في الداخل والخارج على حد سواء.
رابعاً؛ إجماع المحللين على جدلية وثراء وعمق كتاب التكليف السامي، وما حمله من جديد سوسيولوجي واقتصادي ووطني بالتالي، تُشدُّ إلى قيمته السامقة الشأن الرحال، فطرح جلالته للامركزية ووضعها موضع التطبيق بهمة الحكومة الجديدة في القريب الوشيك، وربط تجلياتها المستقبلية بالإصلاح السياسي عبر مفصل المشاركة الشعبية في القرار الوطني.
خامسا؛ محور/ مطلب تقديم ميثاق الشرف للرئيس وطاقمه كشرطٍ ملكي/ وطني ونهضوي بالمحصلة، بغرض التوكيد على عُدة الإداء ورشاقة الخطاب الحكومي، إلى غير ذلك من محاور كتاب التكليف السامي للحكومة الرفاعية هذه، ما يؤثث، خلوصاً، ووفق رؤى جلالة الملك للتنمية الشاملة في الحقبة المقبلة لحكومة الإصلاح الشامل هذه..!]
Abudalhoum_m@yahoo.com