لست سعيدا إذ أقول أننا فوق صفيح ساخن من الإشاعات مثل بقرة لا ينضب لبنها، وليس أدل على هذا أن عدد الإشاعات لا زال كبيرا ومائدته الأهم هي مواقع التواصل.
الخبر يقول إن عدد الإشاعات خلال كانون الثاني لعام 2019، تراجع إلى 19 إشاعة بنسبة وصلت إلى %44 مقارنة بشهر كانون الأول 2018، الذي رصد خلاله 34 إشاعة، وفق مرصد مصداقية الإعلام الأردني «أكيد».
بالنسبة لي هذا خبر مفرح، فلم يعد المواطن يعتمد على الأخبار على مصادر الحي ووشوشة الأذنين، لكن بالنسبة لي أيضا أحب أن أعرف السبب وأكاد أقول أن سماء بلا إشاعات هي مثل السماء بلا غيوم، وقد إعتدت مثلي ومثل كثير من الناس على تلقف هذه الإشاعات ومتابعة ردود الجهات المسؤولة، وأكثر ما يثير التندر هو الردود التي في معظمها تمنح فرصا لميلاد إشاعات جديدة.
يقول الخبر أن وسائل التواصل الاجتماعي حافظت على دورها الرئيس كمصدر للإشاعات وللمعلومات غير الصحيحة، وشكلت مصدرا لـ %79 من الإشاعات ولوسائل الإعلام %21
الجديد هو الإبداع في النكات، هناك فن جديد متخصص في نشر الإشاعات عبر نكتة، والحقيقة أنني لا أملك نفسي من الضحك، وفي المعلومات تقول دراسة أن مواقع التواصل الاجتماعي «السوشال ميديا» لها الدور الأكبر في نشر الاشاعات وبنسبة %79.
وفازت الإشاعات السياسية بنسبة %93، والاجتماعية %84، والاقتصادية %64.
الإشاعات لا تعتبر عشوائية لا أصل لها مثل حكايات الغول والعنقاء والخل الوفي، بل إن لها أصلا ومصدرا وأدوات وهي بالمناسبة لا تكلف شيئا ما دامت مواقع التواصل المتعددة تقدم خدمة مجانية لنشرها، فكل ما يحتاج إليه الأمر هي تدوينة أو كاميرا لهاتف محمول.
التفاعل على مواقع التواصل يفتح شهية الناس للزيادة لكن الحكومة قررت البدء بهجوم معاكس فأنشأت مواقع وصفحات على الفيس بوك والتويتر وهناك جيش صغير جاهز للملاحقة بتوفر معلومات وحقائق ووسائل إقناع مثل الأرقام والمؤشرات، كل ذلك كي يواجه كل ما على السطح من إشاعات، لكن ثمة شعرة قد تقلب الأمور الى عكس ما تشتهي الحكومة وهي أن الاستجابة لضغوط الإشاعات جاهزة لإنتاج شائعات جديدة تصبح حقائق.
الحل هو في إدراج الإشاعات في قوائم المطلوبين، لما لا فقد حضرت فيلما أميركيا، أدخل خبراء الحاسوب فيه مفرزة شرطة إلكترونية ودوريات مهمتها ملاحقة الفيروسات والقبض والقضاء عليها أولا بأول.
الرأي